قلب الأسد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عظماء في الذاكرة

صفحة 1 من اصل 2 1, 2  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

عظماء في الذاكرة Empty عظماء في الذاكرة

مُساهمة  قلب الأسد الجمعة يوليو 16, 2010 12:59 pm

[SIZE="5"]
الفقيه المجدِّد محمد جواد مغنية 1904 – 1979
صاحب المؤلفات الفقهية والأدبية والبحثية وأوّل من نظّم القضاء الجعفري
عظماء في الذاكرة Moejawadmoghnye
- تميّز بأسلوبه الجذّاب في الدعوة والتأليف فاستقطب جيل الشباب وقصدته القرى إلى «معركة»
- حارب الإقطاع السياسي وقاطع المتعاونين مع الاستعمار الفرنسي بلا هوادة
قليل من رجال الدين الشيعة العامليين من أحدث ضجّة وصخباً، وأثارت آراؤه جدلاً ونقاشاً حادّاً كما العلامة الفقيه الشيخ محمد جواد مغنية (1904 – 1979) خلال مسيرته العلمية التي أمضاها بين النجف الأشرف في العراق، وقرى ودساكر جبل عامل انتهاءً ببيروت وتوليه القضاء الشرعي ثم رئاسة المحكمة العليا فيها.
ترك مغنية عشرات الكتب والمؤلفات ابتغاء صلاح الدين والدنيا بأسلوبه النثري السهل – الممتنع الذي أصبح يعرف باسمه، فأثّر في جيل كامل وعرّفه على الدين بصورته الجذابة لا المنفرة التي درج عليها القدماء من العلماء والمفسرين والتي كانت تلاقي الصدود فيما مضى، مما أدّى إلى نفور الشباب وقتذاك من الدين وانفتاحهم على الأفكار الوافدة من الشرق والغرب وفي مقدمها الشيوعية السوفياتية، يقابلها الليبرالية القادمة مع الرأسمالية الغربية في الخمسينات والستينات من القرن الفائت ما لبثت أفكارها المزوّدة بأحدث تقنيات الدعاية والإعلام أن استولت على العقول، وتراجع المتدينون إلى الخلف يراقبون بألم.
وسط هذا الجو القاتم وفي الزمن الصعب كان شيخنا الأديب والفقيه محمد جواد مغنية يتألّق باثّاً الوعي لدى شرائح الشباب لا يكلّ ولا يملّ، ضارباً بالتقاليد البالية عُرْضَ الحائط دينية كانت أم اجتماعية أم سياسية، باعثاً روحاً علميّة جديدة تحاكي ثقافة العصر، والتي من شروطها كسر الأغلال وتحطيم الموروث الجامد والمعيق للحركة. ولعلّ الإقطاع السياسي كان عدوّه الأول إضافة إلى بقايا رموز في المؤسسة الدينية الشيعية التي كانت تحامي عن مصالحها بحماية ذلك الإقطاع الظالم، الذي يسعى إلى إعادة استعباد العامليين كما استعبد آباءهم وأجدادهم من قبل.
الشيخ المجتهد المنفتح
أمضى الشيخ مغنية في النجف الأشرف أحد عشر عاماً في الدرس والتحصيل العلمي حتى نال درجة الاجتهاد، عاد بعدها إلى جبل عامل عام 1936 سكن في قرية معركة قضاء صور ليكون إماماً مكان شقيقه الراحل العلامة الشيخ عبد الكريم مغنية، ثم انتقل إلى قرية طيرحرفا بعد ثلاث سنوات واستقرّ فيها حتى عام 1948. وقد استغل وجوده في هاتين القريتين لتوعية الأهالي الذين كانوا يتوافدون عليه من المناطق كافة بعد أن برز وذاع صيته، فحثهم على التمسك بالأخلاق والفضيلة ومحاربة زعماء الإقطاع الذين كانوا يتعاونون مع الاستعمار الفرنسي آنذاك ويهملون حقوق جبل عامل.
كما كان يستغل أوقاته بمطالعة مؤلفات وكتابات كبار المؤلفين والأدباء العرب الذين عاصروه آنذاك ومنهم: طه حسين، وعباس العقاد، وتوفيق الحكيم، وأحمد أمين، وشكيب ارسلان وجبران خليل جبران. وكذلك تعرّف إلى أعمال الكتّاب الغربيين وفلاسفتهم مثل: تولس نوي ونيتشه وبرنارد شو وغيرهم وألّف باكورة كتبه من وحي الحرمان الذي كان يعيشه جبل عامل فاشتهر وذاع ولا سيما بعد أن نشرته مجلة العرفان وكان عنوانه: "الوضع الحاضر في جبل عامل". ثم استمرّ بعد ذلك بالانشغال بالتأليف والتصنيف في الفقه والأصول والنحو والأدب وغير ذلك.
ومن جميل ما كتبه من شعر في مجلة "العرفان" عن رفضه لصدقات القرويين في قرية معركة عندما كان إماماً لها:
إن الذي عنده دين ومعرفة 00 لا يستخف بأهل العلم والدين
وما تحمّلت آلاماً على ألمي 00 وعشت مدة عمري عيش مسكين
حتى أخادع فلاحاً ليشحذني 00 مدّاً من القمح أو رطلاً من التين!
أذل نفسي والعرفان مشرفها 00 فإذن لست على دين بمأمون
خيبة في القضاء!؟
انتقل الشيخ مغنية إلى بيروت عام 1948 قاضياً شرعياً جعفرياً في محكمة بيروت وفي عام 1951 عين رئيساً للمحكمة العليا فيها ثم أُقيل من رئاستها عام 1956 وبقي مستشاراً حتى بلغ السن القانونية.
ولقضية إقالته من رئاسة المحكمة الشرعية الجعفرية العليا قصّة رواها في مذكراته (وخلاصتها: "أن رئيس مجلس النواب في أيامه غضب على الشيخ لأن مرشح ذلك الزعيم في القضاء الشرعي الجعفري قد سقط في الامتحان. كما أن وزير الزراعة كاظم الخليل وهو محام ومن زعماء الإقطاع كان وكيلاً في قضية إرث عن والدة المتوفى وأراد ذلك الوزير أن يحرم أولاد المتوفى في تشيلي إرث أبيهم ويورث جدتهم حتى يكون شريكاً لها في التركة بموجب اتفاق ثنائي فيما بينهما وقد راجع ذلك الزعيم الشيخ مغنية عدة مرات مُرغباً تارة، ومرهباً أخرى وحاول الشيخ أن يقنعه أن ما يطلبه منه حرام، ومستحيل في شرع الله ولكن ذلك الزعيم لم يقتنع إلا بمصلحته وقد قال في مذكراته: ولكن هل أنفي الابن اليتيم من ميراث أبيه لأن الزعيم الخطير يريد ذلك؟ وهل هذا عذر عند الله سبحانه؟... وأصدرت الحكم... وهو مسجل في المحكمة الجعفرية العليا برقم 108 أساس 23 تاريخ 28/12/1955".
وقد حياه صديقه العميد محمد جواد دبوق بهذه الأبيات:
عابوا عليك طريق الحق تسلكه 00 وكل من ضلَّ نهج الحق فهو عمي
وحاربوك لعدل ما حكمت به 00 إلا لتنصف أهل الحق والذمم
ما زلت في عون مظلوم تناصره 00 فالله عونك رغم الظالم الآثم
وأثناء وجود شيخنا في رئاسة المحكمة العليا استطاع أن ينظم شؤون القضاء الشرعي الجعفري، ويجعل الامتحان ضرورياً لاختيار القضاة. كما صنف شؤون القضاء وكتب في المجلات القضائية. ومؤلفاته في شؤون القضاء تُعدُّ مرجعاً محترماً للقضاة، المدنيين والشرعيين والمحامين ومن أهمها: الفصول الشرعية، وأصول الإثبات في الفقه الجعفري، والأحوال الشخصية في المذاهب الخمسة، وقد ألّف بعد إقالته من الرئاسة موسوعته الشهيرة: فقه الإمام جعفر الصادق(ع).
[/SIZE]
قلب الأسد
قلب الأسد
Admin

المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 16/03/2009

http://lion.ace.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عظماء في الذاكرة Empty رد: عظماء في الذاكرة

مُساهمة  قلب الأسد الجمعة يوليو 16, 2010 1:00 pm



ابن طاووس
هو السيد علي بن موسى بن الطاووس العلوي الحسني، ينتهي نسبه الشريف إلى الحسن المثنى.
وُلد يوم الخميس منتصف محرّم الحرام سنة 589 هجرية في أسرة عريقة من الأسر العلمية الجليلة إذ أخرجت جملة من الأعلام.
لُقب جدّهم بالطاووس لحُسن وجهه وملاحة صورته. برز منهم نوابغ عظام، وكان أبرز أعلام هذه الأسرة السيد رضي الدين.
عرضت عليه نقابة العلويين في عصر المستنصر العباسي فأبى.
كانت مدة إقامته في بغداد نحواً من خمسة عشر سنة، ومنها انتقل إلى الحلة، بقي فيها مدة، ومنها إلى النجف الأشرف، وبعد برهة قفل راجعاً إلى بغداد في أيام دولة المغول وبقي فيها إلى حين وفاته.
عرضت عليه نقابة العلويين في زمن المغول فوليها ثلاث سنين وأحد عشر شهراً إلى أن توفي، واستمرت النقابة في عقبه من بعده.
أقوال العلماء فيه:
قال العلامة الحلي في بعض إجازاته: (وكان رضي الدين علي صاحب كرامات، حكي لي بعضها، وروي لي والدي البعض الآخر).
وقال في موضع آخر: (إن السيد رضي الدين كان أزهد أهل زمانه).
وقال السيد التفريشي: (من أجلاء هذه الطائفة وثقاتها، جليل القدر، عظيم المنزلة، كثير الحفظ، نقي الكلام، حاله في العبادة أشهر من أن يذكر، له كتب حسنة).
وقال المحقق الشيخ أسد الله الدزفولي الكاظمي: (السيد السند، المعظم المعتمد، العالم، العابد الزاهد، الطيب الطاهر، مالك أزمة المناقب والمفاخر، صاحب الدعوات والمقامات، والمكاشفات والكرامات، مظهر الفيض السَنِيّ، واللطف الجلي، أبي القاسم رضي الدين علي، بوّأه الله تحت ظله العرشي، وأنزل عليه بركاته كل غداةٍ وعَشِيّ).
وقال عمر رضا كحالة: (فقيه، محدّث، مؤرخ، أديب، شارك في بعض العلوم، وله تصانيف كثيرة).
وقد أثنى عليه جمع كثير من العلماء والمؤرخين.
وممن أخذ عنهم: والده السيد الشريف موسى بن جعفر والشيخ محمد بن نما، وجدّه الشيخ ورّام بن أبي فراس المالكي.
ومن جملة من تتلمذ على يده وروى عنه: العلامة الحلي، وعلي بن عيسى الأربلي، وابن أخيه السيد عبد الكريم.
مصنفاته:
1- الإبانة في معرفة أسماء كتب الخزانة.
2- الإجازات لِما يخصّني من الإجازات.
3- الأسرار المودعة في ساعات الليل والنهار.
4- أسرار الصلاة.
5- إسعاد الفؤاد على سعادة الدنيا والمعاد.
6- الاصطفاء في تواريخ الملوك والخلفاء.
7- إغاثة الداعي وإعانة الساعي.
8- الإقبال بالأعمال الحسنة.
9- الأمان من أخطار الأسفار والأزمان.
10- الأنوار الباهرة في انتصار العترة الباهرة.
11- البهجة لثمرة المهجة – وهو غير كشف المحجة.
12- التحصيل من التذييل.
13- التحصين في أسرار ما زاد على كتاب اليقين.
14- التراجم فيما نذكره عن الحاكم.
15- التشريف بالمنن في التعريف بالفتن، أو: الملاحم والفتن.
16- التشريف بالتعريف وقت التكليف.
17- التعريف للمولد الشريف.
18- تقريب السالك إلى خدمة المالك.
19- التمام لمهام شهر الصيام.
20- التوفيق للوفاء بعد تفريق دار الفناء.
21- جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع.
22- الدروع الواقية من الأخطار فيما يعمل كل شهر على التكرار.
23- ربيع الألباب.
24- روح الأسرار وروح الأسمار.
25- ريّ الظمآن من مرويّ محمد بن عبد الله بن سليمان.
26- زهرة الربيع في أدعية الأسابيع.
27- السعادات بالعبادات.
28- سعد السعود للنفوس.
29- شفاء العقول من داء الفضول.
30- الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف
31- طرف من الأنباء والمناقب في التصريح بالوصية والخلافة لعلي ابن أبي طالب عليه السلام.
32- غياث سلطان الورى لسكان الثرى، في قضاء الصلاة عن الأموات.
33- فتح الأبواب بين ذوي الألباب ورب الأرباب.
34- فتح محجوب الجواب الباهر في شرح وجوب خلق الكافر.
35- فرج المهموم في معرفة نهج الحلال والحرام من علم النجوم.
36- فرحة الناظر وبهجة الخواطر.
37- فلاح السائل ونجاح المسائل، في عمل اليوم والليلة.
38- القبس الواضح من كتاب الجليس الصالح.
39- الكرامات.
40- كشف المحجة لثمرة المهجة.
41- لباب المسرّة من كتاب مزار ابن أبي قُرّة.
42- المجتنى من الدعاء المجتبى.
43- محاسبة الملائكة الكرام آخر كل يوم من الذنوب والآثام أو (محاسبة النفس).
44- المختار من أخبار أبي عمرو الزاهد.
45- مسالك المحتاج إلى مناسك الحاج.
46- مصباح الزائر وجناح المسافر.
47- مضمار السبق في ميدان الصدق.
48- الملهوف على قتلى الطفوف.
49- المنتقى من العوذ والرقى.
50- المنامات الصادقات.
51- مهج الدعوات ومنهج العنايات.
52- مهمات لصلاح المتعبد وتتمات لمصباح المتهجد.
53- المواسعة والمضايقة.
54- اليقين باختصاص مولانا أمير المؤمنين عليه السلام بإمرة المؤمنين.
وله مصنفات أخرى غير ما ذكرناه صرّح أنه لم تخطر بباله عند ذِكره لمصنفاته.
وفاته ومدفنه:
توفي في بغداد يوم الاثنين خامس ذي القعدة عام 664هـ وهذا من المتفق عليه عند الجميع، لكن وقع التضارب في الكلام عن مدفنه، فمنهم من ذهب إلى أن قبره مجهول وآخر إلى أنه في الحلة، وبعض إلى أن القبر المعروف في الحلة هو قبر ابنه.
وله كلام في (فلاح السائل) من أنه اختار لنفسه قبراً في النجف قرب مرقد أمير المؤمنين عليه السلام.
ويؤيده ما ذكره ابن الفوطي في (الحوادث الجامعة) قال: (توفي السيد النقيب الطاهر رضي الدين علي بن طاووس، وحمل إلى مشهد جده علي بن أبي طالب عليه السلام).
[/size]


عدل سابقا من قبل قلب الأسد في السبت يناير 15, 2011 6:32 pm عدل 1 مرات
قلب الأسد
قلب الأسد
Admin

المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 16/03/2009

http://lion.ace.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عظماء في الذاكرة Empty رد: عظماء في الذاكرة

مُساهمة  قلب الأسد الجمعة يوليو 16, 2010 1:00 pm

[
السيد محمد مهدي بحر العلوم ( قدس سره )
( 1155 هـ ـ 1212 هـ ) اسمه ونسبه :
السيّد محمّد مهدي بن السيّد مرتضى بن محمّد بحر العلوم الطباطبائي ، وينتهي نسبه إلى الحسن المثنى بن الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام ) .
ولادته :
ولد السيّد بحر العلوم في الأوّل من شوال 1155 هـ بمدينة كربلاء المقدّسة .
بشارة الإمام الرضا ( عليه السلام ) به :
قد رأى أبوه السيّد مرتضى في منامه الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وهو يناول شمعة كبيرة ، ويعطيها إلى خادمه محمّد بن إسماعيل ، فيشعلها محمّد بدوره على سطح دار السيّد مرتضى ، فيعلو سناها إلى عنان السماء ، ويطبق الخافقين ، فينتبه السيّد مرتضى من نومه قبيل الفجر ، وإذا بالحلم يتحقّق ، فيولد ابنه السيّد محمّد مهدي .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ زوج عمّته ، الشيخ محمّد باقر الأصفهاني ، المعروف بالوحيد البهبهاني .
2ـ السيّد عبد الباقي الحسيني الخاتون آبادي .
3ـ الشيخ محمّد باقر الهزار جريبي الغروي .
4ـ الشيخ محمّد مهدي الفتوني العاملي .
5ـ السيّد حسين الموسوي الخونساري .
6ـ أبوه ، السيّد مرتضى الطباطبائي .
7ـ السيّد حسين الحسيني القزويني .
8ـ الشهيد السيّد مهدي الأصفهاني .
9ـ الشيخ محمّد تقي الدورقي .
10ـ الشيخ عبد النبي القزويني .
11ـ الشيخ أسد الله التستري .
12ـ الشيخ يوسف البحراني .
تلامذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ السيّد محسن الأعرجي الكاظمي المعروف بالمحقّق البغدادي .
2ـ الشيخ محمّد المازندراني ، المعروف بأبي علي الحائري .
3ـ الشيخ محمّد مهدي النراقي ، المعروف بالمحقق النراقي .
4ـ السيّد صدر الدين محمّد الموسوي العاملي .
5ـ السيّد محمد جواد الحسيني العاملي .
6ـ زوج أخته ، السيّد أحمد القزويني .
7ـ الشيخ محمّد بن يونس النجفي .
8ـ الشيخ إبراهيم الطيّبي العاملي .
9ـ الشيخ جعفر كاشف الغطاء .
10ـ السيّد محمّد باقر الشفتي .
11ـ السيّد دلدار علي النقوي .
12ـ الشيخ أحمد الخونساري .
13ـ السيّد علي الطباطبائي .
14ـ السيّد أحمد آل زوين .
15ـ السيّد باقر القزويني .
16ـ السيّد محمّد المجاهد .
17ـ السيّد صادق الفحّام .
18ـ الشيخ أحمد النراقي .
19ـ الشيخ حسين نجف .
20ـ السيّد عبد الله شبر .
سفره إلى إيران وتلقّبه ببحر العلوم :
سافر السيّد بحر العلوم إلى خراسان عام 1186 هـ ، وأقام فيها سبع سنوات تقريباً ، درس الفلسفة الإسلامية عند الفيلسوف الكبير السيّد محمّد مهدي الأصفهاني ، فأُعجب به لشدّة ذكائه وسرعة تلقّيه ، وهضمه القواعد والمسائل الفلسفية ، وحينما وقف على ذلك كلّه أُستاذه أطلق عليه ذلك اللقب الضخم .
وقال له يوماً ـ وقد ألهب إعجابه ـ أثناء الدرس : إنّما أنت بحر العلوم ، فأشتهر بذلك اللقب منذ تلك المناسبة .
أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي :
1ـ قال الشيخ الوحيد البهبهاني في إجازة له : ( وبعد ، فقد استجازني الولد الأعز الأمجد المؤيّد الموفّق المسدّد ، والفطن الأرشد ، والمحقّق المدقّق الأسعد ، ولدي الروحاني ، العالم الزكي ، والفاضل الذكي ، والمتتبع المطّلع الألمعي ... ) .
2ـ قال الشيخ عبد النبي القزويني : ( وبعد ، فلمّا وفّقني الله تعالى لشرف خدمة السيّد المطاع السند ، اللازم الإتباع ، غوث أهل الفضل والكمال ، وعون أُولى العلم والأفضال ، غرّة ناصية أرباب الفضيلة ، وبدر سماء أرباب الكمالات النبيلة ، الأمير محمّد مهدي الحسني الحسيني أدام الله ظلّه ، وأحسن أمره كلّه وجلّه ، وفوجدته بحراً لا ينزف ، ووسيع علم لا يطرف ، مع كونه في أوّل الشباب ، وأترابه لم يصلوا إليه مع إكبابهم على العلوم في باب من الأبواب ) .
3ـ قال السيّد حسين الخونساري في إجازة له : ( وبعد ، فقد استجاز منّي السيّد السند ، الفاضل المستند ، العالم العلاّم ، ظهر الأنام ، ومقتدى الخاصّ والعام ، مقرّر المعقول والمنقول ، المجتهد في الفروع والأُصول ، وحيد العصر ، وفريد الدهر ، السيّد محمّد مهدي الحسني الحسيني الطباطبائي أدام الله تأييده وتسديده ) .
4ـ قال الشيخ أبو علي الحائري في منتهى المقال : ( السيّد السند ، والركن المعتمد ، مولانا السيّد مهدي بن السيّد مرتضى ... وأدام علّوه ونعماه ، الإمام الذي لم تسمح بمثله الأيّام ، الهمّام الذي عقمت من إنتاج شكله الأعوام ، سيّد العلماء الأعلام ، وولي فضلاء الإسلام ، علاّمة دهره وزمانه ، ووحيد عصره وأوانه ) .
5ـ قال الشيخ النوري الطبرسي في خاتمة مستدرك الوسائل : ( وقد أُذعن له جميع علماء عصره ، ومن تأخّر عنه بعلوّ المقام ، والرئاسة في العلوم النقلية والعقلية ، وسائر الكمالات النفسانية ، حتّى أنّ الشيخ الفقيه الأكبر جعفر النجفي ( كاشف الغطاء ) ـ مع ما هو عليه من الفقاهة والزهادة والرئاسة ـ كان يمسح تراب خفّه بحنك عمامته ، وهو من الذين تواترات عنه الكرامات ، ولقائه الحجّة صلوات الله عليه ، ولم يسبقه في هذه الفضيلة أحد فيما أعلم ، إلاّ السيّد رضي الدين علي بن طاووس ) .
صاحب الكرامات الباهرة :
اشتهر السيّد بحر العلوم بأنّه صاحب الكرامات الباهرة ، فكان هذا لقبه المعروف أيّام حياته ، ونذكر بعض تلك الكرامات :
1ـ كان يفتح للسيّد بحر العلوم باب الصحن العلوي حينما يقبل إلى الحرم الشريف قبيل الفجر .
2ـ كان يتّصل بالإمام علي ( عليه السلام ) في الحرم الشريف ، ويسأله عن المسائل فيجاب مباشرة ، ويخلو بشخص الإمام ( عليه السلام ) فيتناجيان .
3ـ اشتهر على ألسنة المترجمين له : أنّه ـ في عدّة مناسبات أُحصيت ـ كان يتحدّث مع الإمام المهدي ( عليه السلام ) ، ويتحدّث الإمام إليه في مسائل شرعية واجتماعية ، بحيث قال عنه المترجمون له : إنّه كان كثيراً ما يسأل الإمام المهدي ( عليه السلام ) عمّا يختلج في نفسه من أُمور الدين ، وقضايا الساعة ، فيجاب بلا ستر وحجاب ، خصوصاً في أُخريات حياته .
4ـ تظليل الغمامة له في الصيف الحار في طريق كربلاء ، وكان بصحبته جمع من أجلاّء تلامذته ، كالشيخ حسين نجف .
مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :
1ـ تحفة الكرام في تاريخ مكّة والبيت الحرام .
2ـ رسالة في تحريم الفرار من الطاعون .
3ـ رسالة في مناسك الحج والعمرة .
4ـ رسالة في قواعد أحكام الشكوك .
5ـ رسالة في الأطعمة والأشربة .
6ـ رسالة في انفعال ماء القليل .
7ـ رسالة في الفرق والملل .
8ـ الفوائد الأُصولية .
9ـ كتاب المصابيح .
10ـ الفوائد الرجالية .
11ـ مشكاة الهداية .
12ـ الدرّة النجفية .
13ـ ديوان شعر .
وفاته :
توفّي السيّد بحر العلوم ( قدس سره ) في رجب 1212 هـ بمدينة النجف الأشرف ، ودفن بمسجد الطوسي في النجف الأشرف .
[/size]


عدل سابقا من قبل قلب الأسد في السبت يناير 15, 2011 6:31 pm عدل 1 مرات
قلب الأسد
قلب الأسد
Admin

المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 16/03/2009

http://lion.ace.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عظماء في الذاكرة Empty رد: عظماء في الذاكرة

مُساهمة  قلب الأسد الجمعة يوليو 16, 2010 1:01 pm


[size=5]بسم الله الرحمن الرحيم
من جديد نسلط الضوء على شخصية مهمة اغلبنا يعرفها باللقب ولا يعرف من هو
انه
الشيخ أبو القاسم الجيلاني المعروف بالمحقق القمي ( قدس سره ) (1)
( 1151 هـ ـ 1231 هـ )
اسمه ونسبه :
الشيخ أبو القاسم بن الشيخ محمّد حسن الجيلاني الشفتي ، المعروف بالمحقّق القمّي .
ولادته :
ولد الشيخ الجيلاني عام 1151 هـ بقرية جابلاق من قرى مدينة رشت في إيران .
دراسته :
درس علوم الأدب عند أبيه أوّلاً ، ولما أتقنها انتقل إلى مدينة خونسار فدرس الفقه والأُصول ، ثمّ سافر إلى كربلاء المقدّسة ، فمكث فيها مدّة طويلة ، ثمّ انتقل إلى إصفهان ، ثم إلى شيراز ، ثمّ إلى قم واستقرّ فيها ، فعكف على التدريس والتصنيف حتّى أصبح من كبار المحقّقين ، وأعاظم الفقهاء المتبحّرين ، واشتهر أمره وطار ذكره ، فتوجّهت الناس إليه ، وكثر الإقبال عليه ، ورجع إليه بالتقليد .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ محمّد باقر الأصفهاني ، المعروف بالوحيد البهبهاني .
2ـ الشيخ محمّد باقر الهزار جريبي الغروي .
3ـ أبوه ، الشيخ محمّد حسن الجيلاني .
4ـ الشيخ محمّد مهدي الفتوني العاملي .
5ـ السيّد حسين الخونساري .
تلامذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ السيّد محسن الأعرجي الكاظمي ، المعروف بالمحقّق البغدادي .
2ـ السيّد محمّد مهدي الخونساري .
3ـ الشيخ محمّد إبراهيم الكلباسي .
4ـ الشيخ محمّد صالح البرغاني .
5ـ السيّد جواد الحسيني العاملي .
6ـ الشيخ حسن قفطان النجفي .
7ـ السيّد محمّد باقر الشفتي .
8ـ الشيخ أسد الله التستري .
9ـ السيّد علي الخونساري .
10ـ السيّد عبد الله شبّر .
صفاته وأخلاقه : نذكر منها ما يلي :
كان الشيخ الجيلاني مجتهداً شاعراً ، محقّقاً في الأُصول والعربية ، مدقّقاً في المسائل النظرية ، عالماً كاملاً فاضلاً ، ومبيّناً قوانين الأُصول ومناهج الفروع .
ويحكى أنّه كان ورعاً جليلاً بارعاً نبيلاً ، كثير الخشوع ، غزير الدموع ، دائم الأنين ، باكي العينين ، وكان مؤيّداً مسدّداً كيّساً في دينه ، فطناً في أُمور آخرته ، شديداً في ذات الله ، مجانباً لهواه .
أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي :
1ـ قال السيّد حسن الصدر في التكملة : ( هو أحد أركان الدين والعلماء الربّانيين ، والأفاضل المحقّقين ، وكبار المؤسّسين ، وخلف السلف الصالحين ، كان من بحور العلم ، وأعلام الفقهاء المتبحّرين ، طويل الباع كثير الاطلاع حسن الطريقة معتدل السليقة ، له غور في الفقه والأُصول مع تحقيقات رائقة ، وله تبحّر في الحديث والرجال والتاريخ والحكمة والكلام ، كما يظهر كلّ ذلك من مصنّفاته الجليلة ، هذا مع ورع واجتهاد ، وزهد وسداد ، وتقوى احتياط ، ولاشكّ في كونه من علماء آل محمّد وفقهائهم المقتفين لآثارهم ، والمهتدين بهداهم ) .
2ـ قال السيّد علي البروجردي في طرائف المقال : ( المولى الهمام والبدر التمام ميرزا أبو القاسم الجيلاني ، وهو أزهد أهل الزمان ، وأعلمهم وأفقههم ، انتهت رئاسة الدين إليه في عصره ، مقبول القول عند الخاصّة والعامّة ، يشهد بفضله وتبحّره مصنّفاته في الفقه والأُصول ) .
3ـ قال السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة : ( كان مجتهداً محقّقاً مدقّقاً ، فقيهاً أُصولياً ، علاّمة رئيساً مبرزاً ، من علماء دولة السلطان فتح علي شاة القاجاري ) .
مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :
1ـ رسالة في الأُصول الخمسة الاعتقادية والعقائد الحقّة الإسلامية ، باللغة الفارسية .
2ـ رسالة في عموم حرمة الربا لسائر عقود المفاوضات .
3ـ رسالة في قاعدة التسامح في أدلّة السنن والكراهة .
4ـ رسالة في جواز القضاء والتحليف بتقليد المجتهد .
5ـ مرشد العوام لتقليد أُولي الأفهام ، باللغة الفارسية .
6ـ رسالة في الرد على الصوفية والغلاة .
7ـ ديوان شعره بالفارسية والعربية .
8ـ رسالة في الفرائض والمواريث .
9ـ جامع الشتات ، باللغة الفارسية .
10ـ القوانين المحكمة في الأُصول .
11ـ رسالة في القضاء والشهادات .
12ـ منظومة في المعاني والبيان .
13ـ شرح تهذيب العلاّمة .
14ـ رسالة في الطلاق .
15ـ رسالة في الوقف .
16ـ معين الخواص .
17ـ المناهج .
18ـ الغنائم .
وفاته :
توفّي الشيخ الجيلاني ( قدس سره ) عام 1231 هـ ، ودفن بمقبرة شيخان في قم المقدّسة ، وقبره معروف يزار .
[/size]


عدل سابقا من قبل قلب الأسد في السبت يناير 15, 2011 6:30 pm عدل 1 مرات
قلب الأسد
قلب الأسد
Admin

المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 16/03/2009

http://lion.ace.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عظماء في الذاكرة Empty رد: عظماء في الذاكرة

مُساهمة  قلب الأسد الجمعة يوليو 16, 2010 1:02 pm

عظماء في الذاكرة 4474
الشيخ محمد حسن النجفي المعروف بالشيخ صاحب الجواهر ( قدس سره ) (1)
( 1192 هـ ـ 1266 هـ )

اسمه ونسبه :
الشيخ محمّد حسن بن الشيخ باقر بن عبد الرحيم النجفي ، المعروف بالشيخ صاحب الجواهر .
ولادته :
ولد الشيخ الجواهري حوالي عام 1192 هـ بمدينة النجف الأشرف في العراق .
تدريسه :
بعد وفاة الشيخ محمّد شريف المازندراني فقدت حوزة كربلاء تلك المركزية ، واتجهت الأنظار صوب حوزة النجف الأشرف لوجود الشيخ صاحب الجواهر ، فاجتذب إليه طلاّب العلم بفضل براعته البيانية وحسن تدريسه ، وغزارة علمه ، وثاقب فكره الجوَّال ، وبحثه الدؤوب ، وانكبابه على التدريس والتأليف ، وكان مجلس بحثه يضم أكثر من ستين مجتهداً .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ موسى بن الشيخ جعفر كاشف الغطاء .
2ـ السيّد حسين الحسيني العاملي .
3ـ السيّد جواد الحسيني العاملي .
4ـ الشيخ جعفر كاشف الغطاء .
5ـ الشيخ قاسم محي الدين .
تلامذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ السيّد محمّد حسن الشيرازي ، المعروف بالشيرازي الكبير .
2ـ الشيخ محمّد الإيرواني ، المعروف بالفاضل الإيرواني .
3ـ الشيخ حسن بن الشيخ أسد الله الكاظمي .
4ـ الشيخ عبد الرحيم البروجردي .
5ـ الشيخ محمّد باقر الأصفهاني .
6ـ الشيخ عبد الحسين الطهراني .
7ـ الشيخ محمّد حسن آل ياسين .
8ـ الشيخ محمّد حسين الكاظمي .
9ـ الشيخ مرتضى الأنصاري .
10ـ الشيخ إبراهيم السبزواري .
11ـ السيّد حسين الكوهكمري .
12ـ الشيخ حبيب الله الرشتي .
13ـ السيّد حسين بحر العلوم .
14ـ الشيخ محمّد الأندرماني .
15ـ السيّد علي بحر العلوم .
16ـ الشيخ محمّد الأشرفي .
17ـ الشيخ راضي النجفي .
18ـ الشيخ جعفر التستري .
19ـ الشيخ صالح الداماد .
20ـ الشيخ علي الكني .
أخلاقه وصفاته : نذكر منها ما يلي :
من الأشياء المعروفة عن الشيخ توسّعه في تجمّلاته ، فقد كان يظهر بمظهر الأُبَّهة والجَلال في ملبسه ومنزله ، وإغداقه على طلاّب العلم والشعراء ، ولا شكَّ أنّ عامل الزمن كان له الأثر الكبير في اختيار هذه الطريقة ، لرفع شأن رجال الدين أمام الحكومة العثمانية ، التي بدأت في عصره تتدخّل في شؤون الناس وتختلط بالعراقيين ، وتفرض سيطرتها وتستعمل عتوّها .
وكان على عكس الشيخ مرتضى الأنصاري ، الذي كان غاية في التزهُّد ، ويقال أنّ الشيخ الأنصاري سُئل عن ذلك فقال : ( الشيخ محمّد حسن أراد أن يظهر عِزَّ الشريعة ، وأنا أردت إظهار زهدها ) .
وإلى جانب ذلك كان على جانب عظيم من التواضع وكسر النفس ، فكان مع تلاميذه كأحدهم ، ومع الناس كالأب الرؤوف ، وهو الذي سَنَّ الخروج إلى مسجد الكوفة والسهلة ليلة الأربعاء ، ولم يكن ذلك قبله معروفاً ، فكان يخرج ومعه تلامذته وحاشيته على الخيول المسرَّجة ، وتنقل معهم مستلزماتهم وما يحتاجونه .
وسُئل الشيخ الأنصاري في مرض موته : إن حدث أمر فمن المرجع في التقليد ؟ فأمر بجمع أهل الحلِّ والعقد من العلماء ، فاجتمعوا عنده ، وكل يرى أنّه هو المشار إليه ، وكان بعضهم يرى أنّه سيرشِّح أحد أولاده ، لأنّه كان فيهم من يليق لذلك ، ولكنّه لمّا غَصَّ المجلس بالعلماء ، سأل عن الشيخ الأنصاري فلم يكن حاضراً معهم ، فبعث خلفه ، فلمّا جاء قال له : أفي مثل هذا الوقت تتركني ؟ فأجابه : كنت أدعو لك في مسجد السهلة بالشفاء ، فقال له : ما كان يعود إليَّ من أمر الشريعة المقدَّسة فهو وديعة الله عندك ، ثم أشار إليه بالتقليد بعد أن أمره بتقليل الاحتياط .
خدماته : نذكر منها ما يلي :
من الأُمور الجليلة التي استغلَّ فيها نفوذه للصالح العام فتح النهر المعروف باسمه ( كري الشيخ ) لإرواء مدينة النجف الأشرف ، التي كانت تعاني من العطش ما تعاني من قرون طويلة ، وقد تمَّ حفر هذا النهر الذي لا تزال آثاره باقية على يسار الذاهب من مدينة النجف إلى الكوفة ، ومنبعه يتّصل بأراضي بني حَسن ، العشيرة العربية المعروفة .
ومن خدماته أيضاً بناء مئذنة مسجد الكوفة ، وروضة مسلم بن عقيل ( عليه السلام ) ، وصحنها وسورها الذي لا يزال ماثلاً ، وكذلك بناء البناية الملاصقة لمسجد السهلة من حيث الدخول من بابه ، للمحافظة على قدسيّة المسجد ، ولتكون مسكناً لخدَّامه ، وموضعاً لقضاء حاجات المصلِّين والمتردّدين إليه .
مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :
1ـ هداية الناسكين من الحجّاج والمعتمرين .
2ـ جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام .
3ـ نجاة العباد في يوم المعاد .
وفاته :
توفّي الشيخ الجواهري ( قدس سره ) غرَّة شعبان 1266 هـ بمدينة النجف الأشرف ، ودفن بمقبرته المجاورة لمسجده المشهور ، وقبره معروف يزار .
قلب الأسد
قلب الأسد
Admin

المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 16/03/2009

http://lion.ace.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عظماء في الذاكرة Empty رد: عظماء في الذاكرة

مُساهمة  قلب الأسد الجمعة يوليو 16, 2010 1:03 pm


عظماء في الذاكرة 4420
السيد حسين الطباطبائي القمي ( قدس سره ) (1)
( 1282 هـ - 1366 هـ )
اسمه ونسبه :
السيّد حسين بن السيّد محمود الطباطبائي القمّي .
ولادته :
ولد السيّد القمّي في الثامن والعشرين من رجب 1282 هـ بمدينة قم المقدّسة في إيران .
دراسته :
أكمل دراسته الأوَّلية في مدينة قم المقدّسة ، ثمّ سافر إلى العاصمة طهران لإكمال دراسته ، ثم سافر إلى مدينة سامرّاء المقدّسة ، فدرس عند الشيخ محمّد تقي الشيرازي ، ثم سافر إلى مدينة النجف الأشرف عام 1311 هـ لإكمال دراسته ، ثم رجع إلى سامرّاء المقدّسة عام 1321 هـ ، وبقي فيها عشر سنوات ، ثم أرسله الشيخ الشيرازي عام 1331 هـ إلى مشهد المقدّسة للتدريس فيها ، وعندما أعلن المقبور رضا بهلوي الإسفار الإلزامي ومنع الحجاب تحرّك السيّد القمّي إلى طهران للوقوف أمام أعماله القبيحة ، ولكنّه اعتقل ونفاه إلى العتبات المقدّسة في العراق ، فسكن كربلاء ، ولما توفّي السيّد أبو الحسن الأصفهاني رشّح السيّد القمّي للزعامة العامّة .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ محمّد كاظم الخراساني ، المعروف بالآخوند .
2ـ السيّد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي .
3ـ السيّد أبو الحسن جلوة الزواري .
4ـ الشيخ محمّد حسن الآشتياني .
5ـ الشيخ علي المدرّس اليزدي .
6ـ الشيخ محمّد تقي الشيرازي .
7ـ الشيخ حسن الكرمانشاهي .
8ـ الشيخ حبيب الله الرشتي .
9ـ الشيخ فضل الله النوري .
10ـ الشيخ علي النهاوندي .
11ـ الشيخ علي النوري .
تلامذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ السيّد حسن الموسوي البجنوردي .
2ـ الشيخ علي واعظ الخياباني .
3ـ الشيخ محمّد الكوهستاني .

صفاته وأخلاقه : نذكر منها ما يلي :

كان متقيِّداً بالأخلاق وحسن المعاشرة مع أصدقائه ، وكان يحث طُلاَّبه على الدوام بالتمسّك بالآداب الإسلامية ، كما أنّ السيّد قام بوضع برنامج خاص لحياته ، اِلتزم فيه بالوفاء بالعهود ، وكان مهذّباً في ألفاظه ، حريصاً على بيت مال المسلمين ، لا ينفق منه شيئاً إلاَّ بموارده الشرعية .

مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :

1ـ مختصر الأحكام .
2ـ منتخب الأحكام .
3ـ الذخيرة الباقية .
4ـ مجمع المسائل .
5ـ طريق النجاة .
6ـ ذخيرة العباد .
7ـ مناسك الحج .
8ـ هداية الأنام .
وفاته :
توفّي السيّد القمّي ( قدس سره ) في الرابع عشر من ربيع الأوّل 1366 هـ بإحدى مستشفيات العاصمة بغداد ، ودفن في الصحن الحيدري للإمام علي ( عليه السلام ) في النجف الأشرف .
قلب الأسد
قلب الأسد
Admin

المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 16/03/2009

http://lion.ace.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عظماء في الذاكرة Empty رد: عظماء في الذاكرة

مُساهمة  قلب الأسد الجمعة يوليو 16, 2010 1:04 pm


الشيخ محمد بن قولويه القمي ( قدس سره )
( القرن الثالث الهجري ـ 299 هـ )

اسمه وكنيته ونسبه :
الشيخ أبو جعفر ، محمّد بن جعفر بن موسى بن قولويه القمّي .
ولادته :
لم تحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ، إلاّ أنّه من أعلام القرن الثالث الهجري .
مكانته العلمية :
كان الشيخ ابن قولويه من خيار أصحاب الشيخ سعد بن عبد الله الأشعري ، وكان ثقة جليلاً معتمداً ، ويروي عنه ابنه الشيخ جعفر في كامل الزيارة كثيراً ، وقد التزم بأن لا يروي في كتابه هذا إلاّ عن ثقة ، وكذلك الشيخ الكشّي روى عنه كثيراً ، وروى بعنوان محمّد بن قولويه ، ويقول النجاشي أنّه من خيار أصحاب سعد بن عبد الله ، وقد أكثر الرواية عنه .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
الشيخ سعد بن عبد الله الأشعري القمّي .
تلامذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ ابنه ، الشيخ جعفر بن قولويه القمّي .
2ـ الشيخ محمّد بن‏ عمر الكشّي .
3ـ الشيخ حيدر بن ‏محمّد السمرقندي .
وفاته :
توفّي الشيخ ابن قولويه ( قدس سره ) عام 299 هـ بمدينة قم المقدّسة ، ودفن فيها .
قلب الأسد
قلب الأسد
Admin

المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 16/03/2009

http://lion.ace.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عظماء في الذاكرة Empty رد: عظماء في الذاكرة

مُساهمة  قلب الأسد الجمعة يوليو 16, 2010 1:05 pm

[align=center]الشيخ محمد بن يعقوب الكليني ( قدس سره ) (1)
( القرن الثالث – 329 هـ ) [/align]
اسمه وكنيته ونسبه :
الشيخ أبو جعفر ، محمّد بن الشيخ يعقوب بن إسحاق الكليني ، والكليني نسبة إلى قرية كلين في ناحية الري .
ولادته :
لم تحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ، إلاّ أنّه ولد في النصف الثاني من القرن الثالث بقرية كُلين على بعد ( 38 ) كيلو متراً من مدينة ري ، الواقعة في جنوب العاصمة طهران .
نشأته :
تولَّى أبوه منذ صغره رعايته وتربيته ، حيث علَّمه الأخلاق ، وحسن السلوك ، والآداب الإسلامية ، والولاء لأهل البيت ( عليهم السلام ) .
وكان خاله ـ من كبار المحدّثين والموالين لأهل البيت ( عليهم السلام ) ـ له عظيم الأثر في نشأته وتربيته .
دراسته :
درس العلوم الأوّلية في كُلَين ، ودرس علمي الرجال والحديث عند والده وخاله ، ثمّ سافر إلى مدينة رَي ـ التي كانت مركزاً مهمّاً من مراكز العلم ـ واطَّلَع على الآراء والعقائد ، والأفكار المتضاربة للمذاهب الإسلامية .
وبعدما صمّم على دراسة علم الحديث والرجال ، لضبط الروايات من جهة ، سافر إلى مدينة قم المقدّسة ـ حيث كان فيها الكثير من الرواة والمحدّثين ـ فلم يُرْوَ غليلُه من علم الحديث والروايات في قم المقدّسة ، فسافر إلى مدينة الكوفة ، وكانت مركز يغص برجالات العلم والفقه والأدب ، وقد كان منهم العلَم المعروف ابن عقده ، الذي كان يحفظ مائة ألف حديث بأسانيدها .
خلال دراسته وتجواله في المدن والقرى المختلفة ذَاعَ صِيته ، وعندما زار بغداد لم يكن مجهولاً ، إذ كانت الشيعة يعتزّون به ، وأهل السنّة ينظرون إليه بإعجاب ، ويثقون به ، لذلك لُقِّب بـ( ثقة الإسلام ) .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ أحمد بن إدريس الأشعري .
2ـ أبوه ، الشيخ يعقوب بن إسحاق .
3ـ الشيخ علي بن إبراهيم القمّي .
4ـ الشيخ محمّد بن يحيى العطّار .
5ـ الشيخ علي بن إبراهيم القمّي .
تلامذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ محمّد بن إبراهيم النعماني ، المعروف بابن أبي زينب .
2ـ الشيخ أحمد بن محمّد ، المعروف بأبي غالب الزراري .
3ـ الشيخ هارون بن موسى التلعكبري .
4ـ الشيخ إسحاق بن الحسن العقرابي .
5ـ الشيخ محمّد بن أحمد الصفواني .
6ـ الشيخ محمّد بن أحمد الزاهري .
7ـ الشيخ محمّد بن محمّد الكليني .
8ـ الشيخ جعفر بن قولويه القمّي .
9ـ الشيخ أحمد بن علي الكوفي .
أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي :
1ـ قال الشيخ النجاشي في رجاله : ( شيخ أصحابنا في وقته بالري ووجههم ، وكان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم ) .
2ـ قال الشيخ الطوسي في الفهرست : ( ثقة ، عالم بالأخبار ) .
3ـ قال السيّد ابن طاووس في فرج المهموم : ( الشيخ المتفق على عدالته وفضله وأمانته ) .
4ـ قال الشيخ حسين الحارثي ، والد الشيخ البهائي : ( هو شيخ عصره ، ووجه العلماء ، كان أوثق الناس في الحديث ، وانقدهم له ، واعرفهم به ) .
مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :
1ـ كتاب ما قيل في الشعر في الأئمّة .
2ـ الكافي في الأُصول والفروع .
3ـ الردّ على القرامطة .
4ـ خصائص الغدير .
5ـ رسائل الأئمّة .
6ـ كتاب الدعاء .
7ـ تعبير الرؤيا .
8ـ الرجال .
وفاته :
توفّي الشيخ الكليني ( قدس سره ) في شعبان 329 هـ ، ودفن بالعاصمة بغداد .
قلب الأسد
قلب الأسد
Admin

المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 16/03/2009

http://lion.ace.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عظماء في الذاكرة Empty رد: عظماء في الذاكرة

مُساهمة  قلب الأسد الجمعة يوليو 16, 2010 1:06 pm



الشيخ بهاء الدين العاملي البهائي ( 952 | 1020هـ )
نسبه وولادته
يعود نسبه البعيد إلى الحارث الهمداني صاحب أمير المؤمنين (ع) و(الهمداني) نسبة إلى همدان القبيلة العربية المشهورة وهم حي من اليمن.
والحارث الهمداني هو الذي قال فيه أمير المؤمنين (ع) شعراً منه:
يا حار همدان من يمت يرني ** من مؤمن أو منافق قبلا
وكانوا مخلصين في ولاء علي (ع) وصبروا معه يوم صفين، روي أنهم في بعض أيامها حين استمر القتل ورأوا فرار الناس عمدوا إلى اغماد سيوفهم فكسروها وعقلوا أنفسهم بعمائمهم وبركوا للقتل فقال فيهم علي (ع):
لهمدان أخلاق ودين يزينهـا ** وبأس إذا لاقوا وحسن كلام
فلو كنت بواباً على باب جنة ** لقلت لهمدان ادخلـوا بسلام

وقال (ع) يوم الجمل : لو تمت عدتهم ألفاً لعبد الله حق عبادته وكان إذا رآهم يتمثل بقول الشاعر:
ناديت همدان والأبواب مغلقة ** ومثل همدان سنى فتحة الباب
كالهندواني لم تفلل فصــار به ** وجه جميل وقلب غير وجاب

وهو الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد بن محمد بن علي بن الحسين بن صالح الحارثي الهمداني العاملي الجبعي.. لا يوجد خلاف يستحق الوقوف عنده حول مكان ولادته وتاريخها.. ويعود الفضل في ذلك إلى ما درج عليه الفقهاء من تقليد في إثبات تاريخ ولادة ابنائهم على الغلاف الداخلي لاحد الكتب.. والفضل بالدرجة الثانية يعود لمؤلف (الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية) علي صدر الدين المدني المتوفى في السنة 1120 هـ، حيث نقل في الصفحة الثالثة من كتابه ان مولد بهاء الدين (عند غروب الشمس يوم الأربعاء سابع عشر ذي الحجة الحرام سنة 952 هـ.
أما مكان ولادته فالمصادر المعتمدة تُجمع على انه كان في مدينة (بعلبك).
u عصره ونشأته
تعد الفترة التي قضاها الشيخ البهائي في (بعلبك) غير واضحة تماماً في سيرة الأب والابن معاً، بسبب الصراع الناشئ بين العثمانيين والصفويين، حيث آثر أبو شيخنا البهائي أن يقبع هناك منسياً خوفاً من بطش العثمانيين لأنه كان تلميذ الشهيد الثاني الشيخ زين الدين بن علي ومن المقربين إليه..
وقد انصرف الأب إلى تعليم وتلقين ابنه مما أتاح للشيخ البهائي ان يبدأ علاقة مبكرة مع المعرفة، إلى أن حلت سنة 965 هـ حيث وقعت الواقعة على الفقهاء الشيعة في المنطقة، وعلى بيت بهاء الدين بالذات بقتل شيخهم زين الدين بن علي الشهيد الثاني على يد السلطة العثمانية الأمر الذي كان بمثابة نذير لأولئك الفقهاء بأن ينجوا بأنفسهم، وكان أبو الشيخ البهائي من أوائل من هاجر من بعلبك إلى إيران.
وقد امتلأت نفسه غضباً ورعباً للقتلة الشنيعة التي قُتل بها أستاذه، على يد جلاوزة العثمانيين إثر ملاحقة عنيدة بدأت في (جبل عامل) وانتهت في (مكة) وتحديداً في (المسجد الحرام) وقد أشار إلى ذلك ـ أبو شيخنا البهائي ـ في مقدمة كتابه (الدراية) حيث قال : (ومما حثني على تأليف هذه الرسالة، بعد هربي من أهل الطغيان).
وكان عمر بهاء الدين عندما هاجر به أبوه إلى إيران، اثنتا عشر أو ثلاث عشرة سنة.. وبعد أن حط الرحال في إيران وهو بعد في ميعة الصبا ومقتبل الشباب، انتظم في سلك الدراسة لدى شيوخ وأساتذة كبار، في موضوعات متقدمة.. فقرأ على أهم شيوخه بعد أبيه : عبد الله بن شهاب الدين حسين اليزدي الشهير بالملا عبد الله، المتوفى في سنة 981 هـ حيث أخذ عنه المنطق والكلام والمعاني والبيان والعربية والطب عن الحكيم عماد الدين محمود، اشهر أطباء إيران في عصره، والطبيب الخاص للشاه طهماسب الأول، والرياضيات والكلام والفلسفة عن مولانا أفضل القاييني والرياضيات أيضاً عن المولى علي المذهّب المدرس..
وقد انفرد آغا بزرك الطهراني بقوله انه (قرأ الرياضيات والحكمة مقدار سنة عند الشيخ أحمد النهمتي الكهدمي، المعروف بـ (بير احمد).
وقد نجح الشيخ البهائي في توطيد مكانة له في إيران، وبنى شهرة كبيرة وصلت خارجها وخصوصاً إلى (الشام) في الفترة الممتدة بين سنة 984 هـ وسنة 991هـ بدأ رحلته خارج إيران التي تضاربت الأقوال في مدتها، فابن معصوم، علي خان المدني المتوفى سنة 1120 هـ يقول في سلافة العصر / 290.
(ثم رغب في الفقر والسياحة، واستهبّ من مهاب التوفيق رياحه، فترك تلك المناصب، ومال لما هو لحاله مناسب، فقصد حج بيت الله الحرام، وزيارة النبي وأهل بيته الكرام، عليهم أفضل الصلاة والسلام، ثم أخذ في السياحة، فساح ثلاثين سنة).. ولكن التنكابني، محمد بن سليمان في قصص العلماء / 236 يقول (وطالت سفرته أربع سنوات، منها سنتان في مصر والحقيقة ان تلك الرحلة لم تطل أكثر من سنة وشهرين على ابعد تقدير، منذ أواخر شهر رجب سنة 991 هـ، حتى أوائل شهر رمضان سنة 992، وقد أرّخ شيخنا البهائي تاريخ البدء بخط يده على هامش مجموعة جده شمس الدين محمد بن علي الجباعي، وفيها (في تاريخ العشرين من رجب المرجب سنة إحدى وتسعين وتسعمائة في أصفهان، أيام العزم على التوجه إلى بيت الله الحرام)..
أما تاريخ عودته حيث كتب بخطه ما يلي :
(قد سنح بالخاطر ليلة الثلاثاء خامس شهر رمضان المبارك سنة 992 هـ أيام المعاودة من مكة المكرمة.
وقد اتخذ سبيله إلى العراق.. حيث نقرأ في الكشكول:
مقطوعة شعرية قصيرة تحت عنوان (وله وقد اشرف على مدينة سرى من رأى) يقول فيها:
أسرع السير أيهـا الحادي ** ان قلبي إلى الحمى صادي
وإذا ما رأيت عـن كثـــــب ** مشهد العسكري والهــادي
فألثم الأرض خاضـعاً فلقـد ** نلت والله خير اسعــــــــــاد
وإذا ما حللــت ناديهــــــــم ** يا سقاه الإله من نـــــــادي
فالثم الأرض خاضعـاً ولهاً ** واخلع النعل انه الــــوادي

وكذلك زار مشهد الإمام أمير المؤمنين (ع) في النجف الأشرف وقال شعراً :
هذا الافق المبين قـد لاح لديـــــــــك ** فاسجد متذلــلاً وعفّر خديـك
ذا طور سينين فاغضض الطرف به ** هذا حرم العزة، فاخلع نعليك

ومن العراق اتجه صوب الحجاز على الطريق التقليدية للحجيج وعندما اشرف على (المدينة) ووقعت عيناه على قبة مقام خاتم الرسل (ص) لأول مرة انطلق بهذين البيتين الرائعين:
هذه قبــة مــــولاي ** واقصـــى أملي
اوقفوا المحمل كي ** ألثم خفّي جملي

وبعد ان اتم مناسك حجه اتجه إلى مصر والقدس ودمشق وحلب ثم عاد إلى إيران..
u تلاميذه
السيد حسين بن السيد حيدر الكركي، نظام الدين محمد القرشي صاحب نظام الأقوال في أحوال الرجال، الشيخ نجيب الدين علي بن محمد بن مكي العاملي الجبيلي، الفاضل الجواد البغدادي شارح الزبدة لشيخه، السيد ماجد البحراني، ملا محسن الفيض الكاشاني، السيد الميرزا رفيع الدين النائيني، المولى شريف الدين محمد الروي دشتي، المولى خليل بن غازي القزويني، المولى محمد صالح بن أحمد المازندراني، الشيخ زين الدين ابن الشيخ محمد بن صاحب المعالم، إلى الكثير من التلاميذ والشيوخ الأجلاء.
u مؤلفاته
له تأليف وتصانيف عديدة في مختلف فروع العلم والمعرفة.
ففي التفسير له مشرق الشمسين واكسير السعادتين، والعروة الوثقى في تفسير القرآن حيث خرج منه تفسير الفاتحة لا غير، وحاشية على تفسير البيضاوي جيدة ونفيسة احسن ما كتب على هذا التفسير كما قال تلميذه السيد حسين الكركي، والتفسير الموسوم بعين الحياة.
وفي الحديث له الحبل المتين في أحكام الدين، وشرح الأربعين حديثاً، وفي الدراية له رسالة في الدراية، وفي علم الرجال له حاشية على خلاصة العلامة، وفوائد في الرجال.
وفي العبادة والدعاء له مفتاح الفلاح في عمل اليوم والليلة، وحدائق المقربين أو حدائق الصالحين في شرح الصحيفة السجادية، وفي الفقه له الجامع العباسي، والاثنا عشريات الخمس في الطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج، ورسالة في قصر الصلاة وإتمامها في الأماكن الأربعة ورسالة في المواريث، إلى غيرها الكثير..
وفي الأصول له الزبدة، وحواشي على قواعد الشهيد، وحاشية شرح العضدي على مختصر الأصول، وله كذلك مؤلفات في النحو والبيان والحساب وعلم الهيئة والحكمة والتاريخ والأدب وفي أجوبة المسائل.. مما يبلغ مجموع مؤلفاته أكثر من 50 مؤلفاً.
u أقوال العلماء فيه..
في أمل الآمل : حاله في الفقه والعلم والفضل والتحقيق والتدقيق وجلالة القدر وعظم الشأن وحسن التصنيف ورشاقة العبارة وجمع المحاسن أظهر من أن يذكر، وفضائله أكثر من أن تحصر، وكان ماهراً متبحراً جامعاً كاملاً شاعراً أديباً منشئاً عديم النظير في زمانه في الفقه والحديث والمعاني والبيان والرياضي وغيرها..
وقال السيد مصطفى التفريشي في نقد الرجال: جليل القدر عظيم المنزلة رفيع الشأن كثير الحفظ ما رأيت بكثرة علومه ووفور فضله وعلو رتبته في كل فنون الإسلام كمن له فن واحد، له كتب نفيسة جيدة.
وقال السيد علي خان في سلافة العصر: علم الأئمة الأعلام وسيد علماء الإسلام وبحر العلم المتلاطمة بالفضائل أمواجه وفحل الفضل الناتجة لديه أفراده وارواجه وطود المعارف الراسخ..
وقال الحاج محمد مؤمن الشيرازي في كتابه خزانة الخيال في حقه : بهاء الحق وضياؤه وعز الدين وعلاؤه وافق المجد وسماؤه ونجم الشرف وسناؤه وشمس الكمال وبدره، كعبة الطالبين وقبلتهم، مشهور جميع الآفاق وشيخ الشيوخ على الإطلاق، كهف الإسلام والمسلمين، مروج أحكام الدين العالم العامل الكامل الأوحد بهاء الملة والحق والدين.. إلى آخر التقاريظ العديدة.
u وفاته..
اختلف في تاريخ وفاته، فقد ذكر تلميذه السيد حسين بن السيد حيدر الكركي والمجلسي الأول الذي حضر وفاته والصلاة عليه، انه توفي في أصفهان في 12 شوال سنة 1020 هـ.. وقيل سنة 1021 هـ وقيل سنة 1025 هـ فيكون عمره 77 سنة. ويذكر المنشي واصفاً صدى النعي ومراسم الجنازة:
(حضرة الشاه (يعني الشاه عباس الصفوي) حضر إلى المأتم وسار جمع من الأعيان، الذين كانوا في المدينة، حفاة على التراب وعلى أقدامهم، قدام الجنازة ووراءها.. وتسابق الناس على مختلف طبقاتهم، وبلغ ازدحامهم حداً بحيث ان الميدان على سعته غص بهم.. واودعت الجنازة المسجد الجامع القديم، حيث ادى العلماء والفضلاء الصلاة عليها.. ودُفن الجثمان في البقعة الشريفة المنسوبة إلى الإمام زين العابدين (ع). ومن هناك نقلت إلى المشهد المقدس الرضوي لتدفن تحت قدمي إمام الأنام حضرة الإمام الرضا (ع) طبقاً لوصيته، في المنزل الذي كان بتصرفه أيام إقامته في مشهد).
- نقلاً عن مجلة الكلمة -
قلب الأسد
قلب الأسد
Admin

المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 16/03/2009

http://lion.ace.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عظماء في الذاكرة Empty رد: عظماء في الذاكرة

مُساهمة  قلب الأسد الجمعة يوليو 16, 2010 1:07 pm


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
عظماء في الذاكرة Aalam
( علم الهدى) الشريف علي بن الحسين المرتضى
نسبه
السيد المرتضى أبو القاسم علي بن السيد أبى احمد الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب عليهم السلام الملقب (ذا المجدين علم الهدى) رضي الله عنه، كان شريف العراق والمجتهد على الإطلاق ومرجع فضلاء الآفاق، وقد نهل من علمه علماء الأمامية من زمانه حتى زماننا، كان ركنا للعلم ومعلماً للعلماء، وكتب كتباً كثيرة، وقد إمتدح علماء العامة بأجمعهم السيد المرتضى وقالوا عنه بأنه أعلم الناس بالعربية، ووصف النسابة العمري بيت آبائه بأنه أجل بيت بني الإمام موسى الكاظم…. وقال عنه صاحب جامع الأصول بأنه مجدد مذهب الإمامية في مطلع القرن الرابع الهجري.
ولد في شهر رجب سنة 355هـ.
دراسته وعلومه
قرأ هو وأخوه الرضي على ابن نباتة صاحب الخطى، وهما طفلان، ثم قرأ كلاهما على الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن النعمان قدس سره، ويروى أن المفيد كان قد رأى في منامه أن فاطمة الزهراء بنت النبي الأكرم محمد(ص)، دخلت عليه وهو في مسجد بالكرخ، ومعها ولداها الحسن والحسين (ع)، صغيرين، فسلمتهما إليه، وقالت: علمهما الفقه، فانتبه الشيخ وتعجب من ذلك. فلما تعالى النهار في صبيحة تلك الليلة التي رأى فيها الرؤيا، دخلت إليه في المسجد ذاته فاطمة بنت الناصر، وحولها جواريها وبين يديها إبناها علي المرتضى ومحمد الرّضي صغيرين، فقام إليها وسلم عليها، فقالت له أيها الشيخ هذان ولداي قد أحضرتهما إليك لتعلمهما الفقه فبكى الشيخ وقص عليها المنام، وتولى تعليمهما وأنعم الله عليهما، وفتح الله لهما من أبواب العلوم والفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا وهو باق ما بقيّ الدهر.
عن الصفدي إنه قال في كتابه الوافي بالوافيات: كان السيد المرتضى فاضلاً ماهراً اديباً متكلماً. وعن السيوطي في الطبقات عن ياقوت عن أبى القاسم الطوسي أن المرتضى توحد في علوم كثيرة مجمع على فضله مثل الكلام والفقه وأصول الفقه والأدب من النحو والشعر ومعانيه واللغة وغير ذلك وله تصانيف، وعن السيد علي خان الشيرازي في كتاب الدرجات الرفيعة أنه قال كان أبوه النقيب أبو احمد جليل القدر عظيم المنزلة في دولة بني العباس ودولة بني بويه وأما والدة الشريف فهي فاطمة بنت الحسين بن احمد بن الحسن الناصر الأصم وهو أبو محمد الحسين بن علي بن عمر الاشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب عليهم السلام وهي أم أخيه أبى الحسن الرضي رضي الله عنهما، وكان الشريف المرتضى أوحد أهل زمانه فضلاً وعلماً وكلاماً وحديثاً وشعراً وخطابة وجاهاً وكرماً إلى غير ذلك قال العلامة في الخلاصة والشيخ الطوسي في الفهرست في حقه على ما حكي عنهما: متوحد في علوم كثيرة مجمع على فضله متقدم في علوم مثل علم الكلام والفقه وأصول الفقه والأدب من النحو والشعر واللغة وغير ذلك وله ديوان شعر يزيد على عشرين ألف بيت وقال الشيخ الطوسي في حقه أيضاً أكثر زمانه ادباً وفضلاً متكلم فقيه جامع للعلوم كلها مد الله في عمره. وعن الشيخ أبي جعفر محمد بن يحيى بن مبارك بن مقبل الغساني الحمصي. أنه قال قد كان شيخنا عز الدين أحمد بن مقبل يقول لو حلف إنسان أن السيد المرتضى كان أعلم بالعربية من العرب لكان محقاً.
كان رحمه الله أعرف الناس بالكتاب والسنة ووجوه التأويل في الآيات والروايات، فانه لما سد باب العمل بأخبار الآحاد اضطر إلى استنباط الشريعة من الكتاب والأخبار المتواترة والمحفوفة بقرائن العلم، وهذا يحتاج إلى فضل اطلاع على الأحاديث وإحاطة بأصول الأصحاب، ومهارة في علم التفسير وطريق استخراج المسائل من الكتاب، والعامل بأخبار الآحاد في سعة من ذلك.
وأما مصنفات السيد قدس سره فكلها أصول وتأسيسات غير مسبوقة بمثال من كتب من تقدمه من علمائنا العظماء، وقد ذكر أكثرها في (فهرسته) ـ المعروف الذي أجاز ما فيه من الكتب والرسائل وأجوبة المسائل لتلميذه الشيخ الفقيه محمد بن محمد البصراوي، وله غير ما في (الفهرست) أشياء أخرى ذكر جملة منها الشيخ، والنجاشي، والسروي.
قال الدكتور عبد الرزاق محي الدين:
(كان مما انتهيت إليه فــــي تقديـــر المرتضى في ثقافته الأدبية أنه كان في طليعة المفسرين للقرآن الكريم بالرأي(1) من الشيعة فقد كان غالبهم مفسرين بالأثر من قبل ذلك، وأنه كان من سابقيهم دعوة إلى فتح باب الاجتهاد في الفقه وأسبقهم تأليفاً في الفقه المقارن، وأنه كان واضع الأسس لأصول الفقه لديهم، ومجلى الفروق بينها وبين أصول العقائد لدى الشيعة، وأنه في علم الحديث كان أول من نادى الشيعة برفض شطر كبير من الحديث وبخاصة ما كان من خبر الآحاد فيها، وكان لعمله هذا فضل كبير في تمحيص أحاديث أهل البيت وفحصها وأنه في علم الكلام كان قرن القاضي عبد الجبار رأس المعتزلة وشيخهم الذي إليه انتهت زعامتهم في القديم والحديث، وأنه في جماع ذاك كان يعتبر مجدد المذهب الشيعي الإمامي وباعثه في القرن الرابع الهجري.
ولقد رأيت في (المرتضى أديباً ناقداً يعتبر في طليعة الناقدين، وأديباً ناشراً يعد من خير الأدباء المترسلين، وأديباً شاعراً، يسلك به في الشعراء الآليين الذين يملكون المادة الصالحة والآلة المرهفة، ولا يملكون القدرة على الانتفاع بهما من أجل تحويلها إلى بضاعة تدخل سوق الأدب فتصيب حظاً بالغاً من تقدير ورواج.
شعره
شعره في غاية الجودة وحكي عن جامع ديوانه أنه قال سمعت بعض شيوخنا يقول ليس لشعر المرتضى عيب إلا كون الرضي أخاه فانه إذا أفرد بشعر له كان أشعر أهل عصره ومن شعره قوله:
وطرقنني وهناً بأجـــواز الربا 00 وطروقهن على النوى تخييل
في ليلة وافى بها متمنـــــــــع 00 ودنت بعيـــــدات وجاد بخيل
يا ليت زائرنا بغاصمة الدجى 00 لم يأت إلا والصبـــاح رسول
فقليله وضح الضحى مستكثـر 00 وكثيره غلس الظلام قليــــــل
وقوله أيضاً:
تجاف من الأعداء بقيا فربما 00 كفيت فلم تجرح بناب ولا ظفر
ولا تبر منهم كل عود تخافــه 00 فإن الاعادي ينبتون من الدهـر
وقوله:
بيني وبين عواذلــــي في 00 الحب أطراف الرماح
أنا خارجي في الهوى 00 لا حكـــــــــم الا للمــــلاح
وقوله:
وقد علم المغرور بالدهر أنـــــــه 00 وراء سرور المرء في الدهر غمه
وما المرء إلا نهب يوم وليلـــــة 00 تخب به شهب الفناء ودهمـــــــــه
وكان بعيداً عن منازعة الـــردى 00 فألقته في كف المنية أمــــــــــــــه
ألا إن خير الزاد ما سد فاقــــــة 00 وخير تلادي الذي لا أجمــــــــــــه
وإن الطوى بالعز أحسن بالفتى 00 إذا كان من كسب المذلة طعمــــــه
وقوله:
إذا كان أدنى العيش ليس بحاصل 00 لذي اللب في الدنيا بغير متاعــــــب
فكيف بأعلى العيش في عالم البقا 00 لذي الجهل مع تقصيره في المطالب
وقوله:
يا خليلي من ذؤابــــــة قيس 00 في التصابي رياضـة الأخلاق
عللاني بذكرهم تطربــــــاني و 00 اسقياني دمعي بكأس دهاق
وخذا النوم من جفوني فإني 00 قد خلعت الكرى على العشاق
وقوله:
ولما تفرقنا كما شاءت النوى 00 تبيّن ود خالـــــــــص وتــودد
كأني وقد سـار الخليط عشية 00 أخو جثــــة ممــــا أقوم وأقعد
وقوله في مرثية أخيه السيد الرضي:
يا للرجال لفجعة جذمـــت يدي 00 ووددت لـــــو ذهبت علي برأسي
ما زلت أحذر وردها حتى أتت 00 فحسوتها في بعض ما أنا حاسي
ومطلتها ضمناً فلما صممــــت 00 لم يثنها مطلي وطول مكــــــاسي
لله عمرك من قصير طاهــــــر 00 ولرب عمر طال بالادنــــــــــــاس
وقوله:
ومنذ عرفت الحزم ثم ادرعته 00 لباساً جميلاً ما تراني أهزل
ولا غزل لي بالحسان شمائـلاً 00 فعما قليل ينــــــــدم المتغزل
ولا عذل يحتل لسمعي لأننــي 00 تناءيت عما حل فيه المعذل
مؤلفاته

1 .الشافي في الإمامة مطبوع
2. الذخيرة في الكلام
3. جمل العلم والعمل في الفقه
4. تقريب الوصول
5. دليل الموحدين
6. الرد على يحيى بن عدي
7. الرد على يحيى بن عدي ثانياً
8. طبيعة الإسلام
9. تنزيه الأنبياء والأئمة مطبوع
10. المقنع في الغيبة
11. الصرفة في الاعجاز
12. أقوال المنجمين
13. أنواع الاعراب
14. الحدود والحقائق
15. الذريعة في الأصول
16. مسائل الخلافة
17. المسائل المفردة
18. شرح الرسالة في الاعجاز
19. الأمالي ويسمى الغرر والدرر مطبوع
20. شرح القصيدة المذهبة مطبوع في مصر
21. شرح الخطبة الشقشقية
22. الشيب والشباب مطبوع
23. الطيف والخيال
24. تتبع أبن جني
25. المرموق في الروق
26. النقض على يحيى بن عيسى
27. النصرة لأهل الرؤية
28. المسائل الناصرية مطبوع
29. فنون القرآن
30. تفسير الحمد والبقرة
31. تفسير قل تعالوا أتل
32. تفسير ليس على الذين آمنوا
33. تحقيق علمه تعالى
34. دليل الخطاب
35. تحقيق التأكيد
36. الفقه المكي
37. تحقيق المتعة
38. الانتصار فيما انفردت الإمامية مطبوع
39. المصباح
40. الوعيد
41. مسألة في أصول الدين
42. المسائل الطرابلسية الأولى
43. والثانية
44. الثالثة
45. الرابعة
46. والخامسة
47. المسائل الموصلية الأولى
48. الثانية
49. الثالثة
50. المسائل الصيداوية الأولى
51. الثانية
52. الثالثة
53. المسائل التبانية الأولى
54. الثانية
55. الثالثة
56. المسائل المحمديات الأولى
57. الثانية والثالثة
58. المسائل الحلبية الأولى والثانية
59. المسائل المصرية الأولى
60. الثانية
61. المسائل الجرجانية
62. المسائل الديلمية
63. المسائل الطوسية
64. المسائل الرسية
65. المسائل السلارية
66. المسائل الدمشقية
67. المسائل الواسطية
68. المسائل الرازية
69. الكلام على من تعلق بقوله تعالى لقد كرمنا
70. مسألة في التوبة
71. مسألة قتل السلطان
72. الخلاف في أصول الفقه
73. شرح مسائل الخلاف
74. ديوان شعر يُزيد على عشرين ألف بيت
75. المسائل المفردة في أصول الفقه
76. مسائل مفردة في نحو مائة مسألة في فنون شتى
77. مسألة كبيرة في إبطال القول بالعول
78. وله تفسير سورة (هل أتى) رأينا منة نسخة ـ مخطوطة ـ في جبل عامل في 51 صفحة متوسطة في آخرها: كتبه الفقير إلى ربة محمد ابن علي ابن سليمان بن محمد بن علي الشهير بابن نجدة هزيمة ووافق الفراغ في كتابتها فجر الأحد 3 شعبان سنة 1111.
ومن مؤلفاته إنقاذ البشر من الجبر والقدر رأينا منه نسخة مخطوطة بالنجف سنة 1352.
ونسب إليه كتاب عيون المعجزات مع أنه من مؤلفات الشيخ الخليل حسين بن عبد الوهاب المعاصر للسيد وقد صرح في مواضع بأنه مؤلفه كما نسب إليه كتاب الخصائص مع أنه للرضي وأعجب من ذلك قول ابن الاثير الجزري نهج البلاغة هل هو جمعه أو جمع أخيه الرضي وأعجب منه ما عن الحسن بن سليمان تلميذ الشهيد من التصريح بأن نهج البلاغة تأليف المرتضى.
منزلته وكراماته
نقل من خط السيد العالم صفي الدين محمد بن محمد الموسوي بالمشهد الكاظمي المقدس في سبب تسمية السيد المرتضى بـ(علم الهدى) أنه مرض الوزير أبو سعيد محمد بن الحسين بن عبد الصمد في سنة 420، فرأى في منامه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبى طالب… يقول له: قل لعلم الهدى يقرأ عليك حتى تبرأ، فقال الوزير: يا أمير المؤمنين ومن علم الهدى؟ فقال عليه السلام: علي بن الحسين الموسوي، فكتب إليه الوزير بذلك، فقال المرتضى: الله الله في أمري فإن قبولي لهذا اللقب شفاعة عليّ، فقال الوزير: والله ما كتبت إليك إلا بما لقبك به جدك أمير المؤمنين، فعلم الخليفة القادر بذلك، فكتب إلى المرتضى: يا علي تقبل ما لقبك به جدك، فقبل واسمع الناس.
اشتهر السيد علم الهدى على السنة العلماء أن العامة في زمن الخلفاء لما رؤوا تشتت المذاهب في الفروع، واختلال الآراء، وتفرق الأهواء بحيث لم يمكن ضبطها، فقد كان لكل واحد من الصحابة والتابعين، ومن تبعهم إلى عصر هؤلاء المخالفين، مذهب برأسه، ومعتقد بنفسه، في المسائل الشرعية الفرعية، والأحكام الدينية العلمية، والتجأوا إلى تقليلها وأحظروا في تحليلها، فأجمعوا على بعض المذاهب وذلك بعينه على نهج تفرق أقوال النصارى، وطبق تشتت دين هؤلاء الحيارى، بعد غيبة نبيهم عيسى…. وبالجملة لما اضطربت الأمة وازدحمت العامة أيضاً اتفقت كلمة رؤسائهم وعقيدة عقلائهم على أن يأخذوا من أصحاب كل مذهب خطيراً من المال، ويلتمسوا الألف ألف دراهم ودنانير من ارباب الآراء في ذلك المقال. فالحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية لوفور رعدتهم وبهور عدتهم جاؤوا بما طلبوه، فقرروه على عقايدهم الباطلة، وألقوهم في آرائهم العاطلة، وكلفوا الشيعة المعروفة في ذلك بالجعفرية، لمجيء ذلك المال الذي أرادوا منهم،ولما لم يكن لهم كثرة مال توافوا في الاعطاء، ولم يمكنهم ذلك، وكان ذلك في عصر السيد المرتضى رحمه الله وهو قد كان رأسهم ورئيسهم.
وقد بذل رحمه الله كمال جهده في تحصيل ذلك المال، وجمعه من الطائفة المحققة، فلقلة ذات أيديهم أو لعلة ما سبق من مقادير الله تعالى، فيهم ما تيسر لهم جمعه ولا بذله لأولئك الفئة الملاعين، حتى أن السيد رحمه الله قد كلف عصبة الشيعة بأن يجيئوا بنصف ما طلبوه، ويعطي النصف الآخر من خاصة ماله، فما أمكن الشيعة هذا العطاء، ولا وفقوا لذلك الآراء، فلذلك لم يدخلوا مذهب الشيعة والخاصة في تلك المذاهب، واجمعوا على صحة خصوص الأربعة وبطلان غيرها، فآل أمر الشيعة إلى ما آل في العمل بقول الآل السادة الانجاب، والعامة قد جوزوا الاجتهاد في المذهب، ولم يجوزوا الاجتهاد عن المذهب، حتى انهم لم يجوزوا تلفيق أقوال هؤلاء الأربعة وشددوا في ذلك الباب.
وفاته
توفي الشريف المرتضى لخمس بقين من شهر ربيع الأول سنة 436هـ، وصلى عليه إبنه أبو جعفر محمد، في الكاظمية ودفن أولاً في داره، ثم نقل إلى جوار جده الحسين…، ودفن في مشهده، المقدس مع أبيه وأخيه، وقبورهم ظاهرة مشهورة، وهي في المحل المعروف بـ(إبراهيم المجاب) وكان إبراهيم هذا هو جد المرتضى وابن الإمام موسى بن جعفر…. وصاحب أبى السرايا الذي ملك اليمن.
ونقل صاحب مجالس المؤمنين عن بعض الأعلام أنه ذكر في ذيل ترجمة السيد المرتضى، إنه خلف بعد وفاته ثمانين ألف مجلداً من مقروءاته ومحفوظاته ومن الأموال والأملاك. وصنف كتاباً يقال له (الثمانين)، وخلف من كل شيء ثمانين ثمانين وعمره ثمانون سنة وثمانية أشهر، فمن أجل ذلك سمّي الثمانين. ويقول السيد العلامة المتقدم ذكره بعد نقل كلام صاحب المجالس قلت: هو في جمعه بين الدنيا والآخرة مصداق قول جده الإمام جعفر الصادق…: وقد يجمعهما الله تعالى لأقوام.
[/align][/QUOTE]
قلب الأسد
قلب الأسد
Admin

المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 16/03/2009

http://lion.ace.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عظماء في الذاكرة Empty رد: عظماء في الذاكرة

مُساهمة  قلب الأسد الجمعة يوليو 16, 2010 1:08 pm



عظماء في الذاكرة N147774450272_6789
الخطيب الشهيد الشيخ عبد الزهراء الكعبي الكربلائي.
بذكرى مولد الصديقة الزهراء (عليها السلام) في الخامس عشر من شهر جمادي الأولى في عام 1327 هـ ولد الشيخ عبد الزهرة الكعبي في كربلاء المقدسة، وبذكرى وفاتها في الخامس عشر من شهر جمادي الأولى أيضاً عام 1394 هـ الموافق 6/6 /1973 وفد على ربه آمناً مطمئناً، وبين الولادة والوفاة مسيرة أمدها سبعاً وستين عاماً حافلة بالعطاء والعظمة وكأن الإرادة الإلهية شاءت أن تنطلق هذه المسيرة المظفرة مع الزهراء وولائها حتى أصبح عبد الزهراء اسماً على مسمى وكأن فيه قول القائل:
يا قوم قلبي عند زهراء *** يقصده السامع والرائي
لا تــدعني إلا بيا عبدها *** فإنـــــه أشرف اسمائي
نسبته وأسرته
هو أبو علي الشيخ عبد الزهراء بن الشيخ فلاح بن الشيخ عباس بن الشيخ وادي الكعبي ينتسب إلى قبيلة بني كعب المنتهية إلى كعب بن لؤي بن وائل، وقد نزحت أسرته من المشخاب واستوطنت كربلاء.
دراسته وخطابته
تعلم مبادئ القراءة والكتابة بالطرق التقليدية عند الكتّاب وحفظ القرآن كله في سن مبكرة عند الشيخ محمد السراّج في الصحن الحسيني الشريف، ثم تلقى علومه الدينية في حوزة كربلاء على أفاضل الأساتذة وطلائع العلماء، فقد أخذ أوليّات العلوم على العلاّمة الشيخ علي الرمّاحي، ثم درس الفقه وأصوله على يد العلاّمة الشيخ محمد الخطيب، وتتلمذ في المنطق على الشيخ جعفر الرشتي، وفي علم العروض على الشيخ عبد الحسين الحويزي، ثم أصبح هو من أساتذة الحوزة النابهين يلقي دروسه في الفقه الإسلامي واللغة العربية على مجموعة من طلبة العلوم الدينية.
أما خطابته فقد تلقاها عن خطيب كربلاء الشهير الشيخ محسن أبو الحب، والخطيب المؤلف الشيخ محمد مهدي المازندراني ومارس عمله بإتقان وإخلاص حتى أصبح من أبرز الخطباء العراقيين ومن أساتذة المنبر المبرّزين، وقد تخرج عليه جيل من خطباء المنبر الحسيني كان في طليعتهم الخطيب الشهير الشيخ عبد الحميد المهاجر والشيخ ضياء الزبيدي والشيخ علي حيدر والشيخ أحمد معرفة وغيرهم من الجيل المعاصر وذكر أحد تلامذته أن أكثر من خمسين خطيباً تأثروا بأسلوبه وطريقته في الخطابة، وكان يحرص على إعداد جيل من الخطباء متسلّح بثقافة دينية صحيحة وكان ينفق جل وقته في توجيه وتربية الخطباء الناشئين ويغدق عليهم بسخاء من مكارم أخلاقه وما يحتاجونه من خبرة منبرية واسعة.
كان شيخنا المترجم له خطيباً مربياً مخلصاً في خدمته لسيد الشهداء، ثنيت له وسادة المنبر الحسيني في كربلاء، ثم دعي خطيباً لإحياء المواسم الحسينية في كل من الكويت والبحرين والإحساء والقطيف ولبنان وغيرها، وذاع صيته الأرجاء بقراءة المقتل الحسيني الشهير.
الكعبي والأدبي العربي
يتبادر إلى الذهن عندما يذكر الشيخ الكعبي (مقتل الحسين)، وخطابة المنبر إلا أن للشيخ الخطيب باع طويل في الأدب العربي بقسميه الفصيح والدارج، فقد ذكر المرجاني في كتابه خطباء المنبر أن له ديوان شعر تحت عنوان: (دموع الأسى) لا يزال مخطوطاً في مكتبته بكربلاء، ولا يعلم إذا اعتراه التلف أو الضياع في ظل الظروف الراهنة، ومن نماذج شعره قال مؤرخاً مسجداً في كربلاء:
ذا مسجد قد جددت بنـــــــاءه *** أكارم أهــــــــل عـــــلا وســــــؤدد
سعى به عبد الأمير ذو العلى *** من قد سما بالـــعز هــــام الفرقـــد
وشاطرته في البنــاء عصبـة *** ترجو بذاك الفوز يــــــوم الموعـــد
يا داخلاً فيه اذكر الله هـــدى *** وبعــــــده صلّـــــي علـــى محـــــمد
واستغفر الله وأرّخ قـــــــائلاً *** شــادوا على التقوى أساس المسجد
ويقول في مدح الإمام الصادق (عليه السلام):
لأبي الكاظم الإمـــــام أيــادٍ *** ســــــابقات تعــمّ كل البرية
أظهر الله فيه شـــرعة طه *** بعد إخفائها فعــادت بهــــية
رويت عنـــه للأنــام علوم *** هي كانت من قبل ذاك خفية
فحفظنا تلك العلوم ومن ذا *** قد عرفنا بالفرقة الجـعفرية
ويقول في قصيدة في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام):
خليفة طه في الــــــبرية حيــــدرُ *** وليس سواه في الأنام أميرُ
إذا امتار أهل الأرض كيلاً فإنني *** ســوى حبهِ تاللهِ لستُ اميرُ
وقد نشرت له مجموعة من المقالات في مجلة صوت المبلغين الكربلائية، وله مكتبة ضخمة تربو على العشرة آلاف كتاب، وليس له تأليف مطبوع سوى المقتل.
المحطة الأخيرة
في ليلة الجمعة بكربلاء سكت صوت الكعبي فجأة، ذلك الصوت الذي كان للتو يجلجل ناعياً أم الأئمة بمجلس عزائها، وتعطلت تلك الحنجرة الخارقة التي تصدح بحزن في مصاب سيد الشهداء (عليه السلام) لنصف قرن من الزمن، وتوقف ذلك القلب الطيب العطوف، واطفأت تلك الروح المتوثبة، وخمدت تلك الشعلة الحسينية المتوهجة.
لقد هجمت عليه المنية، وباغته ريب المنون، بعد أن حضر مجلس الفاتحة لأحد معارفه، وارتقى المنبر يؤبن الزهراء (عليها السلام) بذكرى وفاتها، وبعد فراغه أحس بدوار واضطراب نفسي شديد نقل على أثره إلى المستشفى الحسيني، وبعد إسعافه عادوا به إلى داره في حي الحسين، وهناك صعدت روحه إلى بارئها، ولفظ نفسه الأخير، والتحق بركب الحسين (عليه السلام) مع الشهداء والصديقين.
وفي صبيحة الحدث الجلل والخسارة الفادحة هبت كربلاء عن بكرة أبيها، وزحفت الجماهير من كل حدب وصوب لتشيع خطيبها المعظّم، فحملت نعشه على الرؤوس ورفعت جنازته على الأكف، وكان يوماً مشهوداً ضجت به الناس ضجّة واحدة، وحنّت حنّة ثاكلة تشيعه الدموع الساخنة، والزفرات اللاهبة، وأصوات تسجيلاته تخترق الأفق نعياً وحزناً حتى أنزلوه في مثواه الأخير في مقبرة كربلاء فإلى روح وريحان وجنة نعيم، وسلام عليكم أبا علي وعلى روحك الطيب وجسدك الطاهر، طبتم وطابت الأرض التي فيها دفنتم وفزتم والله فوزاً عظيماً.
قلب الأسد
قلب الأسد
Admin

المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 16/03/2009

http://lion.ace.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عظماء في الذاكرة Empty رد: عظماء في الذاكرة

مُساهمة  قلب الأسد الجمعة يوليو 16, 2010 1:09 pm


عظماء في الذاكرة 5292
الشيخ محمد جواد البلاغي ( قدس سره )
( 1282 هـ - 1352 هـ )

اسمه ونسبه :
الشيخ محمّد جواد بن الشيخ حسن بن الشيخ طالب البلاغي ، وينتهي نسب آل البلاغي إلى قبيلة ربيعة ، إحدى قبائل الحجاز .

ولادته :

ولد الشيخ البلاغي في رجب 1282 هـ بمدينة النجف الأشرف .
دراسته :
سافر إلى مدينة الكاظمية المقدّسة ، وبدأ دراسته الحوزوية ، وبعد إنهاء مرحلة المقدّمات عاد إلى مدينة النجف الأشرف لإكمال دراسته ، وفي عام 1326 هـ سافر إلى مدينة سامرّاء المقدّسة للحضور في دروس الشيخ محمّد تقي الشيرازي ، وبقي هناك حوالي عشر سنوات ، ثم سافر إلى مدينة الكاظمية وبقي فيها سنتين .
وفي عام 1338 هـ عاد إلى مدينة النجف الأشرف ، واتّجه نحو التأليف ، والكتابة ، والتصنيف ، والرد على الشبهات ، حتّى آخر لحظة من عمره الشريف .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ محمّد كاظم الخراساني ، المعروف بالآخوند .
2ـ الشيخ حسين النوري الطبرسي .
3ـ الشيخ محمّد حسن المامقاني .
4ـ الشيخ محمّد تقي الشيرازي .
5ـ الشيخ محمّد طه نجف .
6ـ الشيخ رضا الهمداني .
7ـ السيّد حسن الصدر .
8ـ السيّد محمّد الهندي .
تلامذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ نجم الدين جعفر العسكري الطهراني .
2ـ السيّد محمّد رضا الطباطبائي التبريزي .
3ـ الشيخ محمّد رضا آل فرج الله النجفي .
3ـ السيّد محمّد هادي الحسيني الميلاني .
4ـ السيّد حسين الخادمي الأصفهاني .
5ـ السيّد محمّد صادق بحر العلوم .
6ـ الشيخ علي محمّد البروجردي .
7ـ الشيخ محمّد أمين زين الدين .
8ـ السيّد صدر الدين الجزائري .
9ـ الشيخ محمّد علي الأُردبادي .
10ـ الشيخ محمّد رضا الطبسي .
11ـ السيّد أبو القاسم الخوئي .
صفاته وأخلاقه : نذكر منها ما يلي :
1ـ استثماره للفرص : قال الإمام علي ( عليه السلام ) : ( انتهزوا فرص الخير فإنّها تمرُّ مرَّ السحاب ) .
لقد وظَّف الشيخ البلاغي هذا القول توظيفاً عملياً دقيقاً ، فقد كان مستفيداً من أوقاته كافّة ، لا يضيعها في الأُمور التي لا طائل فيها ، لهذا نجده ومنذ المراحل الأُولى لدراسته قد اتّجه نحو التأليف والتصنيف ، وظلَّ مستمراً على ذلك حتّى نهاية عمره .
2ـ ولاؤه لأهل البيت ( عليهم السلام ) : كان قلبه ممتلئاً ولاءً وحبّاً لأهل البيت ( عليهم السلام ) ، وفي زمانه انتشرت بعض الشبهات التي كانت تسعى إلى التقليل من شأن الذين يهتمّون بإقامة مراسم عزاء الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وفي سبيل الحد من انتشار تلك الشبهات بين الناس وإثبات بطلانها ، أخذ يشترك بنفسه في مواكب عزاء الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، ويقوم بأداء تلك المراسم وبكل فخر واعتزاز .
وعندما أقدمت الفرقة الوهابية المنحرفة على تخريب قبور أئمّة البقيع ( عليهم السلام ) ، قام بإصدار كتاب ردَّ فيه على أفكار ومعتقدات هذه الفرقة الضالّة ، ونظم قصيدة شعرية بيَّن فيها استنكاره لهذا العمل المشين .
3ـ تواضعه : ينقل عنه أنّه كان يذهب بنفسه لشراء ما يحتاجه من الأسواق ، ثمّ يعود حاملاً حاجاته إلى بيته ، وكان يردّد الحديث النبوي الشريف : ( صَاحِب الشيء أحقُّ بِحَملِه ) ، وكان مصداقاً لوصية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عندما قال : ( إِذا تفقَّه الرفيع تواضع ، ومن تواضع عَظَّمَه الله سبحانه ورَفَعه ) .
4ـ طلبه للحق والحقيقة : قال الإمام علي ( عليه السلام ) : ( فِي لُزوم الحَقِّ تَكون السعادة ) ، كان الشيخ البلاغي واضعاً نصب عينيه هذا القول الشريف ، لهذا نجده يتقبّل كل الانتقادات المنصفة والبنَّاءة برحابة صدر .
5ـ إحاطته بمقتضيات عصره : صَمَّمَ على تعلُّم اللغة الفارسية والإنجليزية والعبرية ، وقد أتقنها في وقت قياسي ، ويقال أنّه تمكَّن من ترجمة بعض كتبه إلى تلك اللغات ، وقال عنه السيّد المرعشي : لقد شاهدته ولمرَّاتٍ عديدة يقرأ التوراة بالعبرية ، وبمنتهى الطلاقة .
6ـ إخلاصه : نقل عنه أنّه كان يقول : إنّ مقصدي من التأليف هو الدفاع عن الحق والحقيقة ، وصولاً إلى رضاء الله سبحانه وتعالى ، فلا ضير إن لم يُكتَب اسمي على غلاف الكتاب ، أو يكتب اسم شخص آخر غيري ، وهكذا كان مصداقاً عمليّاً لقول الإمام علي ( عليه السلام ) : ( ثَمَرة العلم إخلاص العمل ) .
ومن ميزاته الأُخرى مراعاته للآداب ، وعلمه بوظائفه الشرعية ، ودفاعه عن الدين ، ومناصرته للحق ، وكان صبوراً في ممارسته العمل الدؤوب ، مبتكراً في أساليب طرحه للفكر الإسلامي .
مواقفه الجهادية :
عندما تمَّ احتلال العراق في الحرب العالمية الأُولى من قبل الإنجليز ، هَبَّ علماء الشيعة للجهاد ضد هذا الاحتلال ، بقيادة الشيخ الشيرازي الكبير ، وكان شيخنا البلاغي من جملة العلماء الذين كانوا في الصفوف الأُولى للمجاهدين ضد ذلك الاحتلال ، ولم يهدأ له بال حتّى شُكِّلت الدولة العراقية المؤقّتة المستقلّة ، وكان ذلك في سنة 1337 هـ .
أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي :
1ـ قال السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة : ( كان عالماً فاضلاً ، أديباً شاعراً ، حسن العشرة ، سخي النفس ، صرف عمره في طلب العلم ، وفي التأليف والتصنيف ، وصنّف عدّة تصانيف في الردود ... ) .
2ـ قال عمر كحالة في معجم المؤلّفين : ( فقيه ، متكلّم ، أديب ، شاعر ) .
3ـ قال خير الله الزركلي في الأعلام : ( باحث في الأديان ، من فقهاء الإمامية ) .
مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :
1ـ العقود المفصّلة في المسائل المشكلة .
2ـ آلاء الرحمن في تفسير القرآن .
3ـ الهدى إلى دين المصطفى .
4ـ أجوبة المسائل البغدادية .
5ـ رسالة نسمات الهدى .
6ـ الرد على الوهّابية .
7ـ أعاجيب الأكاذيب .
8ـ الرحلة المدرسية .
9ـ التوحيد والتثليث .
10ـ رسالة في البداء .
11ـ رسالة التوحيد .
12ـ نصائح الهدى .
13ـ البلاغ المبين .
14ـ أنوار الهدى .
وفاته :
توفّي الشيخ البلاغي ( قدس سره ) في الثاني والعشرين من شعبان 1352 هـ ، ودفن في الصحن الحيدري للإمام علي ( عليه السلام ) في النجف الأشرف .
قلب الأسد
قلب الأسد
Admin

المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 16/03/2009

http://lion.ace.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عظماء في الذاكرة Empty رد: عظماء في الذاكرة

مُساهمة  قلب الأسد الجمعة يوليو 16, 2010 1:10 pm


عظماء في الذاكرة 4566
السيد أبو القاسم الخوئي (قدس سره)
(1317 هـ - 1413 هـ)
ولادته و هجرته الى النجف:
ولد الامام الخوئي في ليلة النصف من شهر رجب سنة 1317 هـ الموافق 19/11/1899 م، في مدينة خوي من إقليم آذربيجان، و قد التحق بوالده العلامة المغفور له آية الله السيد علي اكبر الموسوي الخوئي الذي كان قد هاجر قبله إلي النجف الأشرف، و حيث كانت المعاهد العلمية في النجف الأشرف هي الجامعة الدينية الكبرى التي تغذي العالم الإسلامي كله و ترفده بالآلآف من رواد العلم والفضيلة على المذهب الامامي، فقد انضم سماحته و هو ابن الثالثة عشرة إلى تلك المعاهد، و بدأ بدراسة علوم العربية و المنطق و الأصول و الفقه و التفسير و الحديث.
منهجه العلمي:
يمتاز سماحة الإمام الخوئي (قده) بمنهج علمي متميز و أسلوب خاص به في البحث و التدريس، ذلك انه كان يطرح في أبحاثه الفقهية و الأصولية العليا موضوعا، و يجمع كل ما قيل من الأدلة حوله، ثم يناقشها دليلا دليلا، و ما أن يوشك الطالب على الوصول إلى قناعة خاصة، حتى يعود الإمام فيقيم الأدلة القطعية المتقنة على قوة بعض من تلك الأدلة و قدرتها على الاستنباط، فيخرج بالنتيجة التي يرتضيها، و قد سلك معه الطالب مسالك بعيدة الغور في الاستدلال و البحث، كما هو شأنه في تأليفاته القيمة، بما يجد المطالع فيها من تسلسل للأفكار و بيان جميل مع الدقة في التحقيق و البحث، و لذا فقد عرف بعلم الأصول و المجدّد.
و لا تقتصر أبحاثه و تحقيقاته على هذين الحقلين في الأصول و الفقه، فهو الفارس المجلّي في علم الرجال أو (الجرح و التعديل) و قد شيّد صرحا علميا قويما لهذا العلم و مدخليته في استنباط المسائل الإسلامية، جمعها في كتابه الشهير ‘‘ معجم رجال الحديث و تفصيل طبيقات الرواة ‘‘ ، كما بذل جهدا كبيرا في التفسير و علوم القرآن و ضعها في مقدمة تفسيره ‘‘ البيان في تفسير القرآن ‘‘، و غيرها من الحقول العلمية.
و لهذا فقد جمع من حوله طيلة فترة تدريسه إعدادا كبيرة من طلبة العلوم الدينية و الأساتذة اللامعين، ينتمون الى بلدان العالم المختلفة ، فكان هناك طلاب من سوريا و لبنان و الإحساء و القطيف و البحرين و الكويت و إيران و الباكستان و الهند و أفغانستان و دول شرق آسيا و افريقيا مضافا الي الطلبة العراقيين، و لم يكتف سماحة الإمام بتغذيتهم علميا و ثقافيا، و رعايتهم روحيا، بل امتد ذلك ليشمل تغطية نفقاتهم المعيشية من الحقوق الشرعية التي كانت تصل إليه، و هكذا فقد أسس سماحته مدرسة فكرية خاصة به ذات معالم واضحة في علوم الفقه و التفسير و الفلسفة الاسلامية و البلاغة و أصول الفقه و الحديث.
مشايخه:
تتلمذ الإمام الخوئي (قده) على كوكبة من أكابر علماء الفقه و الأصول، و مراجع الدين العظام في بحوث الخارج، و من أشهر أساتذته البارزين:
آية الله الشيخ فتح الله المعروف بشيخ الشريعة، المتوفى سنة 1339 هـ.
آية الله الشيخ مهدي المازندراني، المتوفى سنفة 1342 هـ.
آية الله الشيخ ضياء الدين العراقي، 1278-1361 هـ.
آية الله الشيخ محمد حسين الغروي، 1296-1361هـ.
آية الله الشيخ محمد حسين النائيني، 1273 – 1355 هـ، الذي كان آخر أساتذته.
كما حضر قدس سره، و لفترات محددة عند كل من:
آية الله السيد حسين البادكوبه أي، 1293 – 1358 هـ ، في الحكمة و الفلسفة.
آية الله الشيخ محمد جواد البلاغي، 1282 – 1352 هـ ، في علم الكلام و التفسير.
آية الله السيد ميرزا علي آقا القاضي، 1285 – 1366 هـ ، في الأخلاق و السير و السولك و العرفان.
و قد نال درجة الاجتهاد في فترة مبكرة من عمره الشريف، و شغل منبر الدرس لفترة تمتد إلى أكثر من سبعين عاما، و لذا لقب بـ ‘‘ أستاذ العلماء و المجتهدين ‘‘.
و له أجازة في الحديث يرويها عن شيخه النائيني عن طريق خاتمة المحديثين النوري، المذكور في آخر كتاب ‘‘ مستدرك الوسائل ‘‘ لكتب الامامية، و أهمها الكافي، و من لا يحضره الفقيه، و التهذيب، و الاستبصار، و وسائل الشيعة، و بحار الأنوار، و الوافي، كما و له إجازة بالرواية عن طرق العامة، عن العلامة الشهير السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي قدس سره، المتوفي سنة 1377.
تلامذته:
لقد تتلمذ بين يدي سماحته عدد كبير من أفاضل العلماء المنتشرين في المراكز و الحوزات العلمية المدينيية الشيعية في أنحاء العالم، و الذين يعدون من أبرز المجتهدين من بعده، و منهم:
1- آية الله السيد علي البهشتي – العراق.
2- آية الله السيد علي السيستاني – العراق.
3- آية الله الشيخ محمد إسحاق الفياض – العراق.
4- آية الله الشيخ ميرزا علي الفلسفي – إيران .
5- آية الله الشيخ ميرزا جواد التبريزي – إيران.
6- آية الله السيد محمد رضا الخلخالي – العراق.
7- آية الله الشيخ محمد آصف المحسني – أفغانستان.
8- آية الله السيد علي السيد حسين مكي – سوريا.
9- آية الله السيد تقي السيد حسين القمي – ايران.
10- آية الله الشيخ حسين وحيد الخراساني – ايران.
11- آية الله السيد علاء الدين بحر العلوم – العراق.
12- آية الله المرحوم الشيخ ميرزا علي الغروي – العراق.
13- آية الله المرحوم السيد محمد الروحاني – إيران.
14- آية الله المرحوم الشيخ ميرزا يوسف الايرواني – إيران.
15- آية الله المرحوم السيد محي الدين الغريفي – البحرين.
16- آية الله الشهيد السيد عبد الصاحب الحكيم – العراق.
17- آية الله الشهيد السيد محمد باقر الصدر – العراق.
18- و غيرهم كثير من السادة العلماء و المشايخ كبار و أفاضل الأستاتذة، ممن تتلمذ على الإمام مباشرة أو على تلامذته في جميع الحوزات العلمية الدينية المعروفة.
مرجعيته:
تدرج سماحته في نبوغه طالبا للعلم، فأستاذا، ثم مجتهدا و محققا يعد المجتهدين، فما أن التحق في عنفوان شبابه بدورس الخارج و تقرير بحوث أساتذته على زملائه، سرعان ما عقب شيوخه في أروقة العلم، بالتصدي لتدريس بحث الخارج، فانهالت عليه هجرة طالبي العلم من كل مكان، و قلدته المرجعية العليا جميع مسؤولياتها و شؤونها ، حتى أصبح زعيمها دون منازع، و مرجعا أعلى للمسلمين الشيعة، يقلده ملايين المؤمنين من أتباع مذهب الامامية في مختلف بقاع العالم، و طبعت رسائله العملية لبيان الأحكام الشرعية لمقلديه و بعدة لغات، و تلك بفضل نبوغه و تضلعه في مختلف العلوم الإسلامية ، و بلوغه الغاية من التقوى، و ألمعيته في إدارة الحوزات، و اهتمامه البالغ برفع مستوى العلماء، علميا و معيشيا، و في رعايته للمسلمين عموما . فكان (قده) منذ أيامه الأولى يعدّ بحق، زعيمها الواعد، حتى أصبح رمزا بارزا من رموز المرجعية الرشيدة، و علما من أعلام الإسلام، يخفق علي قمة الحوزات العلمية في كل مكان.
وفاته:
توفّي السيّد الخوئي (قدس سره) في الثامن من صفر 1413 هـ بمدينة النجف الأشرف، ودفن سرّاً بعد منتصف الليل بمسجد الخضراء بجوار حرم الإمام علي (عليه السلام)، حسب أوامر قوّات نظام صدام المجرم.

قلب الأسد
قلب الأسد
Admin

المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 16/03/2009

http://lion.ace.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عظماء في الذاكرة Empty رد: عظماء في الذاكرة

مُساهمة  قلب الأسد الجمعة يوليو 16, 2010 1:11 pm


نتابع على بركة الله
شخصيتنا اليوم معروفة لدى الأغلبية من الجيل الجديد والجيل الأسبق
هو
السيد الشهيد محمد باقر الصدر ( قدس سره )
عظماء في الذاكرة 4447
الشهيد السيد محمد باقر الصدر ( قدس سره )
( 1353 هـ - 1400 هـ ) [/align]
اسمه وكنيته ونسبه :
السيّد أبو جعفر ، محمّد باقر بن السيّد حيدر بن السيّد إسماعيل الصدر ، وينتهي نسبه إلى إبراهيم الأصغر بن الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام ) .
ولادته :
ولد السيّد الصدر في الخامس والعشرين من ذي القعدة 1353 هـ بمدينة الكاظمية المقدّسة .
دراسته : تعلَّم القراءة والكتابة ، وتلقَّى جانباً من الدراسة في مدرسة منتدى النشر الابتدائية بمدينة الكاظمية المقدّسة ، وهو صغير السن ، وكان موضع إعجاب الأساتذة والطلاّب لشدَّة ذكائه ونبوغه المبكّر ، ولهذا درس أكثر كتب السطوح العالية من دون أُستاذ ، فبدأ بدراسة كتاب المنطق ، وهو في سن الحادية عشرة من عمره ، وفي نفس الفترة كتب رسالة في المنطق ، وكانت له بعض الإشكالات على الكتب المنطقية .
وفي بداية الثانية عشرة من عمره بدأ بدراسة كتاب معالم الأُصول عند أخيه السيّد إسماعيل الصدر ، وكان يعترض على صاحب المعالم ، فقال له أخوه : إنّ هذه الاعتراضات هي نفسها التي اعترض بها صاحب كفاية الأُصول على صاحب المعالم ، وفي عام 1365 هـ سافر السيّد الشهيد إلى مدينة النجف الأشرف لإكمال دراسته الحوزوية .
وبالرغم من أنّ مُدَّة دراسة السيّد الصدر منذ الصبا وحتّى إكمالها لم تتجاوز ( 17 أو 18 ) عاماً ، إلاّ أنَّها من حيث نوعية الدراسة تعدُّ فترة طويلة جدّاً ، لأنّ السيّد كان خلال فترة اشتغاله بالدراسة منصرفاً بكلِّه لتحصيل العلم ، فكان منذ استيقاظه من النوم مبكّراً وإلى حين ساعة منامه ليلاً يتابع البحث والتفكير ، حتّى عند قيامه وجلوسه ومشيه .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ السيّد محسن الطباطبائي الحكيم .
2ـ أخوه ، السيّد إسماعيل الصدر .
3ـ الشيخ محمّد رضا آل ياسين .
4ـ السيّد أبو القاسم الخوئي .
تدريسه :
بدأ السيّد الصدر في إلقاء دروسه في البحث ولم يتجاوز عمره خمس وعشرون عاماً ، فقد بدأ بتدريس الدورة الأُولى في علم الأُصول في الثاني عشر من جمادى الثانية 1378 هـ ، وأنهاها في الثاني عشر من ربيع الأوّل 1391 هـ ، وبدأ بتدريس البحث الخارج في الفقه على نهج العروة الوثقى عام 1381 هـ .
تلامذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ السيّد محمود الهاشمي الشاهرودي .
2ـ الشهيد السيّد عبد الصاحب الحكيم .
3ـ الشهيد السيّد محمّد باقر الحكيم .
4ـ السيّد كاظم الحسيني الحائري .
5ـ الشهيد السيّد محمّد الصدر .
6ـ السيّد عبد الكريم القزويني .
7ـ الشيخ عبد الهادي الفضلي .
8ـ السيّد محمّد باقر المهري .
9ـ السيّد علي أكبر الحائري .
10ـ السيّد عبد العزيز الحكيم .
11ـ الشيخ عيسى أحمد قاسم .
12ـ السيّد علي الأشكوري .
13ـ الشيخ علي الكوراني .
14ـ الشيخ فاضل المالكي .
15ـ السيّد كمال الحيدري .
16ـ السيّد حسين الصدر .
صفاته وأخلاقه : نذكر منها ما يلي :
1ـ حبّه وعاطفته : إنّ من سِمات شخصيته تلك العاطفة الحارّة ، والأحاسيس الصادقة ، والشعور الأبوي تجاه كل أبناء الأُمّة ، فتراهُ تارةً يَلتقيك بوجه طَليق ، تعلوه ابتسامة تُشعرك بحبٍّ كبير ، وحنان عظيم ، حتّى يحسب الزائر أنّ السيّد لا يحب غيره ، وإن تحدّث معه أصغى إليه باهتمام كبير ورعاية كاملة ، وكان سماحته يقول : إذا كنّا لا نَسَع الناس بأموالنا ، فلماذا لا نسعهم بأخلاقنا وقلوبنا وعواطفنا ؟
2ـ زهده : لم يكن الشهيد الصدر زاهداً في حطام الدنيا ، لأنّه كان لا يملك شيئاً منها ، أو لأنّه فقد أسباب الرفاهية في حياته ، فصار الزهد خياره القهري ، بل زهد في الدنيا وهي مقبلة عليه ، وزهد في الرفاه وهو في قبضة يمينه ، وكأنّه يقول : يا دنيا غُرّي غيري ، فقد كان زاهداً في ملبسه ومأكله .
3ـ عبادته : من الجوانب الرائعة في حياة السيّد هو الجانب العبادي ، ولا يُستغرب إذا قلنا : إنّه كان يهتم في هذا الجانب بالكيف دون الكم ، فكان يقتصر على الواجبات والمهم من المستحبّات ، وكانت السِمَة التي تميَّز تلك العبادات هي الانقطاع الكامل لله تعالى ، والإخلاص والخشوع التامَّين ، فقد كان لا يصلّي ولا يدعو ولا يمارس أمثال هذه العبادات إلاّ إذا حصل له توجّه وانقطاع كاملين .
4ـ صبره وتسامحه : كان السيّد الصدر أُسوة في الصبر ، والتحمّل ، والعفو عند المقدرة ، فقد كان يتلقّى ما يوجّه إليه بصبر تنوء منه الجبال ، وكان يصفح عمَّن أساء إليه بروح محمَّدية .
أهداف سعى لتحقيقها : نذكر منها ما يلي :
1ـ كان السيّد الصدر يعتقد بأهمّية وضرورة إقامة حكومة إسلامية رشيدة ، تحكم بما أنزل الله عزَّ وجل ، وتعكس كل جوانب الإسلام المشرقة ، وتبرهن على قدرته في بناء الحياة الإنسانية النموذجية ، بل وتُثبِت أنّ الإسلام هو النظام الوحيد القادر على ذلك ، وقد أثبتت كتبه : ( اقتصادنا ) و ( فلسفتنا ) و ( البنك اللاربوي في الإسلام ) ، وغيرها على الصعيد النظري .
2ـ كان يعتقد أنّ قيادة العمل الإسلامي يجب أن تكون للمرجعية الواعية ، العارفة بالظروف والأوضاع ، المتحسّسة لهموم الأُمّة وآمالها وطموحاتها ، والإشراف على ما يعطيه العاملون في سبيل الإسلام في مختلف أنحاء العالم الإسلامي من مفاهيم ، وهذا ما سمَّاه السيّد الشهيد بمشروع : المرجعية الصالحة .
3ـ من الأُمور التي كانت موضع اهتمام السيّد الشهيد وضع الحوزة العلمية ، الذي لم يكن يتناسب مع تطوّر الأوضاع في العراق - على الأقل - لا كَمّاً ولا كَيفاً ، وكان أهمّ عمل في تلك الفترة هو جذب الطاقات الشابّة المثقّفة الواعية ، وتطعيم الحوزة بها .
4ـ اهتمَّ السيّد الشهيد بتغيير المناهج الدراسية في الحوزة العلمية بالشكل الذي تتطلَّبه الأوضاع وحاجات المجتمع ، لأنّ المناهج القديمة لم تكن قادرة على بناء علماء في فترة زمنية معقولة ، ولهذا كانت معظم مُدن العراق تعاني من فراغ خطير في هذا الجانب ، ومن هنا فكَّر بإعداد كتب دراسية ، تكفل للطالب تلك الخصائص ، فكتب حلقات ( دروس في علم الأُصول ) .
5ـ أرسل السيّد الصدر العلماء والوكلاء في مختلف مناطق العراق لاستيعاب الساحة ، وكان له منهج خاص وأسلوب جديد ، يختلف عمَّا كان مألوفاً في طريقة توزيع الوكلاء ، ويمكننا تلخيص أركان هذه السياسة بما يأتي :
أوّلاً : حرص على إرسال خِيرَة العلماء والفضلاء ، مِمَّن له خبرة بمتطلَّبات الحياة والمجتمع .
ثانياً : تكفَّل بتغطية نفقات الوكيل المادّية كافّة ، ومنها المعاش والسكن .
ثالثاً : طلب من الوكلاء الامتناع عن قبول الهدايا والهبات التي تُقدَّم من قبل أهالي المنطقة .
رابعاً : الوكيل وسيط بين المنطقة والمرجع في كل الأُمور ، ومنها الأُمور المالية ، وقد أُلغيت النسبة المئوية التي كانت تخصّص للوكيل ، والتي كانت متعارفة سابقاً .
أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي :
1ـ قال السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة : ( هو مؤسّس مدرسة فكرية إسلامية أصيلة تماماً ، اتَّسمَت بالشمول من حيث المشكلات التي عنيت بها ميادين البحث ، فكتبه فلسفتنا والأُسس المنطقية للاستقراء والمرسل والرسول والرسالة عالجت البُنى الفكرية العليا للإسلام ، في حين أن اقتصادنا والبنك اللاربوي في الإسلام والإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية عنيت بطرح التصوّر الإسلامي لمشاكل الإنسان المعاصر ... مجموعة محاضراته حول التفسير الموضوعي للقرآن الكريم التي طرح فيها منهجاً جديداً في التفسير اتَّسم بعبقريَّته وأصالته ) .
2ـ قال الإمام الخميني في برقية تعزيته : ( وذلك تكريماً لهذه الشخصية العلمية ، ولهذا المجاهد الذي كان من مفاخر الحوزات العلمية ، ومن مراجع الدين ومفكّري المسلمين ) .
3ـ قال السيّد كاظم الحسيني الحائري في مباحث الأُصول : ( هو العلم العلاّمة ، مفخرة عصره ، وأعجوبة دهره ، نابغة الزمان ، ومعجزة القرن ، حامي بيضة الدين ، وماحي آثار المفسدين ، فقيه أُصولي ، فيلسوف إسلامي ، كان مرجعاً من مراجع المسلمين في النجف الأشرف ، فجّر الثورة الإسلامية في العراق ، وقادها حتّى استشهد ) .
مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :
1ـ بحث فلسفي مقارن بين الفلسفة القديمة والفلسفة الجديدة .
2ـ بحث في المرجعية الصالحة والمرجعية الموضوعية .
3ـ بحوث في شرح العروة الوثقى .
4ـ غاية الفكر في علم الأُصول .
5ـ البنك اللاربوي في الإسلام .
6ـ الأُسس المنطقية للاستقراء .
7ـ المعالم الجديدة للأُصول .
8ـ نظرة عامَّة في العبادات .
9ـ دروس في علم الأُصول .
10ـ رسالة في علم المنطق .
11ـ موجز أُصول الدين .
12ـ المدرسة الإسلامية .
13ـ الإسلام يقود الحياة .
14ـ موجز أحكام الحج .
15ـ بحث حول المهدي .
16ـ بحث حول الولاية .
17ـ الفتاوى الواضحة .
18ـ فدك في التاريخ .
19ـ اقتصادنا .
20ـ فلسفتنا .
شهادته :
بعد أن أمضى السيّد الشهيد الصدر ( قدس سره ) عشرة أشهر في الإقامة الجبرية ، تمَّ اعتقاله في التاسع عشر من جمادى الأُولى 1400 هـ ، وبعد ثلاثة أيّام من الاعتقال الأخير استشهد السيّد الصدر ( قدس سره ) بنحوٍ فجيع ، مع أخته العلوية بنت الهدى .
وفي مساء يوم 23 جمادى الأُولى 1400 هـ ، وفي حدود الساعة التاسعة أو العاشرة مساءً ، قطعت السلطة البعثية التيار الكهربائي عن مدينة النجف الأشرف ، وفي ظلام الليل الدامس تسلَّلت مجموعة من قوَّات الأمن إلى دار السيّد محمّد الصدر ، وطلبوا منه الحضور معهم إلى بناية محافظة مدينة النجف الأشرف ، فكان بانتظاره هناك المجرم مدير أمن مدينة النجف الأشرف ، فقال له : هذه جنازة الصدر وأخته ، قد تمَّ إعدامهما ، وطلب منه أن يذهب معهم لدفنهما ، فأمرَ مدير الأمن الجلاوزة بفتح التابوت ، فشاهد السيّد الصدر ( قدس سره ) ، مضرَّجاً بدمائه ، آثار التعذيب على كل مكان من وجهه ، وكذلك كانت الشهيدة بنت الهدى ، وتم دفنهما بمقبرة وادي السلام في مدينة النجف الأشرف .
وبعد انتشار خبر استشهاده عن طريق الإذاعات العالمية أصدر الإمام الخميني ( قدس سره ) حينذاك بياناً تاريخياً ، حيث أعلن فيه عن استشهاد السيّد الصدر ( قدس سره ) وأُخته المظلومة ( رحمها الله ) ، وأعلن فيه الحداد العام لكلّ إيران .
قلب الأسد
قلب الأسد
Admin

المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 16/03/2009

http://lion.ace.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عظماء في الذاكرة Empty رد: عظماء في الذاكرة

مُساهمة  قلب الأسد الجمعة يوليو 16, 2010 1:12 pm

[tr valign="top"][td style="BORDER-RIGHT: rgb(220,217,217) 1px solid" id=td_post_773519 class=alt1]

شخصيتنا اليوم معروفة لدى الكثير بالعالم العربي والغربي
على حد سواء
وهو احد ابرز اعلام الشيعة
انه
ابن سينا
عظماء في الذاكرة Ibnsina
ابن سينا
الشيخ الرئيس - ابن سينا - عَلَم جليل من أعلام الإسلام الموسوعيين الذي تنوع فيهم عطاء الله وتعددت في اهتماماته فروع المعرفة والثقافة حتى قيل انه لم يظهر علم من العلوم أو فن من الفنون في عصره إلا وترك فيه مؤلفاً أو رسالة.
هذا العلم قد ترك تراثاً ضخماً ينتهل منه المتخصصون من كل صوب، لذا تزاحم عليه الأطباء والفلاسفة والاقتصاديون وعلماء الاجتماع وعلماء النفس والتربية والأخلاق واللغة كل يجد بغيته ويطفئ غلته.
وفي هذا البحث سأحاول أن ابرز شخصية ابن سينا كتربوي من خلال الآراء والأفكار التربوية التي جاء بها والتي رسمت خطوط سياسته التربوية، أما شرح وتحليل هذه السياسة فإنه يحتاج إلى مؤلف مستقل وجهد اكبر لا يستطيع هذا البحث بصفحاته القليلة أن يفي به.
اسمه و نسبه
هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا. ولد في صفر370 هـ (آب 980م) من أسرة فارسية الأصل في قرية (أفْشنة) من أعمال بخارى في ربوع الدولة السامانية(1).
استظهر القرآن وألم بعلم النحو وهو في العاشرة من عمره ثم خاض غمار الرياضيات والطبيعيات والفلسفة وبعد ذلك انكب على درس الطب، ولم يبلغ السابعة عشرة من العمر حتى طبقت شهرته الخافقين. وفي مدة اشتغاله لم ينم ليلة واحدة بكاملها ولا أشتغل في النهار إلا بالمطالعة،وكان إذا أشكلت عليه مسألة توضأ وقصد المسجد الجامع وصلى و دعا الله عز وجل أن يسهلها عليه ويفتح مغلقها له، اتصل بالأمير نوح بن نصر الساماني صاحب خراسان واصبح طبيبه الخاص.
عُرف ابن سينا بالقاب كثيرة منها: حجة الحق، شرف الملك، الشيخ الرئيس، الحكيم، الدستور، المعلم الثالث، الوزير.
توفي ابن سينا في همدان في شهر شعبان 428هـ (أيار 1036 م)(2).
مؤلفاته
أما مؤلفاته فخير حصر لها هو كتاب د.يحيى مهدوي، طهران 1954 فنحيل القارئ الذي يطلب البحث المستقصي إلى هذا الكتاب ونجتزئ ها هنا بذكر بعض الكتب الرئيسية من كتبه بالعربية دون الفارسية(3):
- الشفاء في أربعة أقسام المنطق، الرياضي، الطبيعي، الإلهيات.
- النجاة طبع في القاهرة 1331هـ/ 1913 م ط2 1938.
- (الإشارات و التنبيهات) نشره فورجيه في ليون سنه 1892 م.
- (القانون في الطب) طبع أولاً في روما 1593 م ثم في القاهره 1877 م.
- منطق المشرفين طبع في القاهرة 1910 م.
- رسالة في ماهية العشق نشرها ميرن عام 1889 م ثم أحمد آنشن استنبول عام 1953 م.
- (أسباب حدوث الحروف) نشرها الأستاذ خانلري طهران 1333.
مجموعة من الرسائل منها: رسالة في الحدود، رسالة في أقسام العلوم العقلية، رسالة في اثبات النبوات، رسالة حي بن يقظان، رسالة الطير.
آراؤه في التربية
له آراء تربوية في العديد من كتبه التي كتبها بالعربية أو الفارسية غير أن اكثر آرائه التربوية نجدها في رسالة مسماة بـ(كتاب السياسة) وان ابرز ما تميز به المذهب التربوي لابن سينا هو:
1- لم تقتصر التربية السيناوية على مرحلة واحدة وهي دخول الطفل المدرسة بل شملت تربية الطفل منذ لحظة ولادته حتى زواجه و انخراطه في الحياة الاجتماعية.
2- لم ترتكز التربية السيناوية على جانب واحد أو بعض جوانب الشخصية الإنسانية لتهمل الجوانب الأخرى بل اهتمت بوحدة الشخصية الإنسانية وتكاملها العقلي والجسدي والانفعالي.
3- تأثرت التربية السيناوية بتعاليم الدين الإسلامي وبخاصة القرآن الكريم والسنة النبوية وكذلك بالفلسفة اليونانية والهلنستية.
4- حرص ابن سينا على تدعيم آرائه بمبررات نفسانية وقد نجح نجاحاً بعيداً في هذا الميدان، مما يحمل على الاعتقاد أن ذلك عائد إلى حد كبير إلى امتهانه مهنة الطب(4).
مرحلة الطفولة الأولى
ذكرنا سابقاً أن التربية السيناوية تميزت بأنها تناولت حياة الإنسان منذ لحظة ولادته فما هي المبادئ والأسس التي خص بها هذه الفترة؟
الاسم الحسن
أكد ابن سينا على ضرورة الاسم الحسن للمولود فهو حق من حقوقه وهو يفرض على الطفل دون اختيار منه، فيجب أن يكون هذا الاسم مقبولاً اجتماعياً واخلاقياً. واهتمام ابن سينا بهذه الناحية جاء من كونه أدرك من خلال عمله كطبيب، الأثر الذي يحدثه الاسم السيء على صاحبه، فهذا الاسم ليس مؤقتاً يتخلص منه الإنسان بعد فترة من الزمن بل هو ملازم للإنسان طوال حياته، فإذا كان هذا الاسم مما يبعث على السخرية والتشاؤم فانه سينعكس على شخصية الطفل طوال حياته فيعيش في حالة لا تخلو من الاضطرابات النفسية التي لا يحمد عقباها(5).
وهو ما أكد عليه الدين الإسلامي فقد حث رسول الله(ص) على الاسم الحسن للمولود. حيث ورد في السيرة أن رسول الله(ص) قد غيّر الكثير من الأسماء إلى الأحسن.
الرضاعة
يقول ابن سينا في كتاب القانون: (يجب أن يرضع الطفل ما أمكن من لبن أمه، فإنه أشبه الأغذية بجوهر ما سلف من غذائه وهو في الرحم) (6).
بهذه العبارة التي اوصى بها ابن سينا بالرضاعة الطبيعية وضرورتها نجده قد سبق الدعوات العالمية التي تدعو وتحث على الارضاع الطبيعي للطفل وتحذر من اخطار الارضاع الصناعي وفي حال تعذر الرضاعة من الأم فلا مانع من اللجوء إلى مرضعة يشترط فيها الصحة الجسدية والخلقية.
وهذا ما أكده القرآن الكريم حيث وردت عدة آيات تبين وجوب إرضاع الطفل عامين كاملين.
مرحلة ما قبل المدرسة (3-5) سنوات.
أدرك ابن سينا أهمية هذه المرحلة وأولاها الأهمية البالغة وهي مرحلة تمهيدية تكون سابقة لدخول الطفل المدرسة والتي تعرف الآن باسم (سن الحضانة) وقد أثبتت البحوث والدراسات التربوية الحديثة ما توصل إليه ابن سينا حيث وجدت أن الفترة من (3-5) من عمر الطفل هي المرحلة الذهبية التي تخطط فيها شخصية الطفل المستقبلية. يقول ابن سينا (فما تمكن منه من خلق، غلب عليه فلم يستطع له مفارقة ولا عنه نزوعاً) (7). ويعلل ابن سينا أهمية هذه المرحلة بأن شخصية الطفل في هذه المرحلة مرنة قابلة لاكتساب جميع العادات والطباع السيئة منها والصالحة على حد سواء لذا يدعو ابن سينا إلى اتباع أسلوب تربوي نبعد فيه الطفل عن الرذائل ونؤمن له تربية صالحة وسليمة يتمثل هذا الأسلوب بإبعاد الطفل عن كل ما هو سيء في محيطه حتى لا يكتسب الطفل هذه الرذائل وهو أسلوب وقائي.
والأسلوب الآخر هو التربية الرياضية حيث نجد الشيخ الرئيس في كتاب (القانون) قد خصص لهذا النوع من التريبة صفحات عديدة، إذ يراها تربية ضرورية وليست خاصة بمرحلة أو عمر معين لذلك فهو يجعلها متلائمة ومتناسبة مع كل طور من اطوار الحياة.
وهذه النظرة تتسم برؤية تربوية عميقة. ولابد أن تكون متوافقة مع عمله كطبيب. بالإضافة إلى ما تمنحه من قوة ومناعة كما رأى افلاطون وارسطو من قبله وكما ترى التربية الحديثة اليوم.
مرحلة التعليم المدرسي
أ. سن الدخول إلى المدرسة:
في كتاب (القانون)(8) يقول ابن سينا إن سن السادسة من العمر هي السن المناسبة للبدء بالتعلّم، إذ يمكن حينها أن يقدم الصبي للمؤدب أو المعلّم والآراء في هذا الشان مختلفة فمنهم من يرى أن الخامسة هي السن المناسبة لدخول المدرسة ومنهم من يفترض قبل ذلك وخاصة بعد انتشار رياض الأطفال التي تستقبل الطفل في الثالثة من عمره ويصعب تحديد هذه السن بالدقة لعدة عوامل مؤثرة. منها البيئة والمجتمع والفروق الفردية هذا بالإضافة إلى الوراثة واثرها.
ب. مواد التدريس (المنهاج):
يقول ابن سينا(9)(إذا اشتدت مفاصل الصبي، واستوى لسانه، وتهيأ للتلقين، ووعى مسمعه، أخذ في تعلم القرآن وصور حروف الهجاء. ولقن معالم الدين). لم يكن ابن سينا الوحيد الداعي إلى تعلم القرآن الكريم والبدء به فلقد سبقه آخرون.. ) وإن ابن سينا قد حفظ القرآن الكريم وهو في العاشرة من العمر.
الأساليب والطرائق التعليمية
أ. التدرج بالتعليم:
يقول ابن سينا: (إن على الصبي أن يتعلم اولاً الرجز، ثم القصيدة، لأن رواية الرجز أسهل وحفظه أمكن، لكون بيوته أقصر، ووزنه أخف) (10) وهكذا يكون ابن سينا قد اخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية بين التلاميذ. فهو يأخذ بيده ويسير معه بما يتناسب مع طاقاته وامكانياته.
ب. التعلم الجماعي:
(ينبغي أن يكون مع الصبي صِبْية حسنة آدابهم وطيبة عاداتهم) (11) على الرغم من أن ابن سينا قد تلقى العلم من قبل معلمين خاصين به إلا أننا نجده يفضل أن يكون مع الصبي أقران، لان انفراد الصبي الواحد بالمؤدب أجلب لنظرهما ولأن الصبي عن الصبي ألقن. وهو عنه آخذ وبه آنس.. ووجود الصبي مع غيره من الصبيان (ادعى إلى التعلم والتخرج فإنه يباهي الصبيان مرة ويغبطهم مرة ويأنف عن القصور عن شأوهم مرة ثم انهم يترافقون ويتعارضون الزيارة، ويتكارمون ويتعاوضون الحقوق وكل ذلك من أسباب المباراة والمباهاة، والمساجلة والمحاكاة، وفي ذلك تهذيب لأخلاقهم وتحريك لهم وتمرين لعاداتهم) (12).
وهذا ما اكتشفه علم النفس الحديث، أما الطفل في هذه المرحلة فهو بحاجة إلى اللعب والتقدير والانتماء والشعور بالتفوق والنجاح، وهو بحاجة إلى إشباع ذلك بطرق وأساليب تربوية سليمة.
ج. توجيه التلاميذ على حسب مواهبهم وميولهم:
من أهم ما يستحق الاعجاب في أساليب التربية السيناوية ذلك الاهتمام بموضوع توليه التربية الحديثة اليوم قصارى اهتمامها، نعني بذلك العناية بميول الطلاب وقابلياتهم وتوجيههم نحو الدراسات التي تؤهلهم لها تلك الميول والقابليات. وكثيراً ما يخيل إلينا أن فكرة (التوجيه المهني) فكرة محدثة لم تعرف إلا في القرن الأخير بعد تقدم الدراسات النفسية، والواقع أن الشيخ الرئيس قد عرف جذورها وبذورها حيث يقول ابن سينا في القانون: (وعلى المؤدب أن يبحث للولد عن صناعة فلا يجبره على العلم إذا كان غير ميال إليه. ولا يتركه يسير مع الهوى، إذ ليست كل صناعة يرومها الصبي ممكنة له. لكن ما شاكل طبيعته مناسب، وأنه لو كانت الآداب والصناعات تجيب وتنقاد بالطلب دون المشاكلة والملائمة إذن ما كان أحد غفلاً عن الأدب وعارياً من صناعته. وإذن لأجمع الناس على اختيار اشرف الصناعات).
د. الثواب والعقاب:
تنتشر في أيامنا الراهنة بين أوساط المربين والرأي العام الواسع مختلف الآراء التي تتناول استخدام الثواب والعقاب في تربية الأطفال فمنهم من يعتقد انه يجب الاكثار في العقاب والإقلال من الثواب وعلى العكس يعتبر آخرون أنه يجب الاكثار من الثواب وان يكون العقاب قليلاً، بينما يعتبر غيرهم انه يجدر ممارسة الثواب فقط وعدم اللجوء إلى العقاب وهناك ثمة من يعتقد أن التربية الحقيقية هي التربية التي لا ثواب ولا عقاب فيها.
فلنرى رأي ابن سينا في هذا الأسلوب التربوي:
يؤمن ابن سينا بالثواب والعقاب المعنويين وليس الماديين، فإلى جانب العقاب المعنوي (الترهيب والاعراض) هناك ثواب معنوي (الترغيب والحمد والاقبال) وقد أوضح هذا الأمر في كتاب السياسة فصل تدبير الرجل ولده حيث نجد أن ابن سينا قد اهتم بتربية الطفل وتأديبه في مرحلة مبكرة من عمره كخطوة وقائية اولية.
وعند الاقدام على الثواب والعقاب ينبغي مراعاة طبيعة المتعلم والعمل الذي اقدم عليه ويجب أن تتدرج من الإعراض إلى الايحاش، فالترهيب، فالتوبيخ. فالعقوبة عند ابن سينا ارشاد وتوجيه للسلوك وحرص على تعديله برفق، ويحرص كذلك على أن يكون الدافع من وراء العقاب ليس الانتقام والكراهية بل حسن التربية والاخلاص في العمل.
صفات المعلم
نرى في التربية السيناوية نظرات صائبة لما يجب أن يكون عليه المؤدب وهي آراء تقترب من الآراء التربوية الحديثة في المربي والمعلم فيقول ابن سينا (على مؤدب الصبي أن يكون بصيراً برياضة الاخلاق، حاذقاً بتخريج الصبيان) (13). وهذا ما تؤكد عليه التربية الحديثة فيجب على المعلم أن يكون عالماً بعلم نفس النمو وسن الطفولة والمراهقة.
ويجب أن يكون وقوراً ورزيناً، بعيداً عن الخفة والسخف، قليل التبذل، ذا مرؤة ونزاهة.
فلم يخف على ابن سينا ما للمعلم من اثر مباشر على الطلاب حيث انه سيلازمه وهو أول من سيتطبع بطباعه.
الخــلاصــة
هكذا يكون ابن سينا قد وضع لنا منهجاً تربوياً مستمداً أسسه ودعائمه من الدين، ومن واقع عصره ومجتمعه، ليفي بمتطلبات مجتمعه ويساعده على النهوض والخلاص مما هو فيه من انحلال وتعطل وفقدان للقيم إنها تربية اجتماعية بكل معنى الكلمة. متعددة الجوانب فردية، مجتمعية، أخلاقية، دينية مهنية..
مما يجعل معلمنا من أصحاب المذاهب التربوية الجديرة بالدراسة والاهتمام وفي مذهب هذا الفيلسوف من الآراء والنظريات العلمية ما يجعله جديراً بأن يمد الإنسانية بمعين لا ينضب من المعرفة، وما يتفرع عنه من تربية وسياسة وإصلاح، بعد أن أمدها بمعين من الفلسفة والطب.





[/td][/tr][tr][/tr]
قلب الأسد
قلب الأسد
Admin

المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 16/03/2009

http://lion.ace.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عظماء في الذاكرة Empty رد: عظماء في الذاكرة

مُساهمة  قلب الأسد الجمعة يوليو 16, 2010 1:13 pm

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
شخصية اليوم شخصية معروفة ويسمع عنها الجميع
عظماء في الذاكرة 15718021613810161752122188547207212353717

الرازي الطبيب العالم

هو أبو بكر محمد بن زكريا الرازي أحد العلماء المسلمين البارزين في مجال الطب، تنوعت مجالات المعرفة لهذا العالم العظيم في العديد من المجالات التي نبغ بها والتي تمكن من تحقيق التكامل بين أفرع العلوم المختلفة لتكمل أحداهما الأخرى ويفوز هو بالنتائج التي يقدمها لخدمة العلم والطب.
نبغ الرازي كما سبق أن ذكرنا في العديد من العلوم منها الطب، الفلسفة، الكيمياء، الرياضيات، العلوم الطبيعية وغيرها الكثير، وكانت من ثمار هذا الجهد المتواصل للرازي مجموعة المؤلفات الضخمة التي تركها إرث من بعده لأجيال من العلماء والدارسين في العديد من المجالات العلمية والتي أخذوها كمرجع لهم في الكثير من المسائل العلمية والطبية.
النشأة
ولد الرازي في عام 865 م في مدينة الري بإيران " تقع شرقي مدينة طهران حاليا "، عرف عن الرازي منذ الصغر عشقه للإطلاع والمعرفة فاتجه نحو الدراسة والبحث وتحصيل العلوم المختلفة، حيث كان يقضي وقت طويل فيهم.
فعمل على دراسة الرياضيات والموسيقى وعندما بلغ الثلاثين من عمره أتجه إلي دراسة الطب والكيمياء، وكانت القراءة هي رفيقه الدائم في رحلته العلمية والتي كان يستغرق فيها أوقاتاً طويلة، وخاصة في فترة المساء فكان يمكث في فراشه يقرأ قبل أن يخلد للنوم.
رحل الرازي إلي بغداد حيث عكف فيها على دراسة الطب واقبل على هذه الدراسة بشغف كبير وإصرار وعزيمة أن يحقق بهذه الدراسة الكثير، وبعد أن أتم دراسته قام بترأس البيمارستان العضدي في بغداد، ثم عاد مرة أخرى إلي موطنه الأصلي في الري حيث شغل هناك منصب رئيس الأطباء في البيمارستان الملكي فيها.

إنجازاته

ساهم الرازي بالعديد من الاختراعات والابتكارات في مجال الطب والكيمياء هذا نظراً لذكائه وأبحاثه وسعيه الدائم من أجل العلم مما جعله مساهم أساسي في العديد من الأمور الطبية والعلمية التي يسير عليها الأطباء والعلماء إلي الآن، نذكر من إنجازات الرازي العلمية ما يلي:
- ابتكاره خيوط القصاب من أمعاء القطط هذه الخيوط التي تستخدم في العمليات الجراحية.
- قام باستعمال الفتائل في الجروح.
- كان هو أول من فرق بين كل من الجدري والحصبة وقام بوصف كل منهما وصفا دقيقا.
- قام بتركيب مراهم الزئبق.
وغيرها العديد من الإنجازات الطبية الهامة، فكان الرازي هو أول من استخدم الكيمياء لخدمة الطب فقام بتحضير عدد من المركبات الكيميائية التي تخدم الصيدلية مثل أنه أول من قام بتحضير مادة الكحول من مخمرات محاليل سكرية، وحمض الكبريتيك بتقطير كبريتات الحديد.
كما عمل الرازي على تقديم شرح لعدد كبير من الأمراض منها أمراض الأطفال والنساء والولادة، وجراحة العيون وأمراضها، ومارس الرازي العديد من الأمور الطبية المتخصصة التي نعرفها اليوم في الطب الحديث حيث كان يعتمد في دراساته وأبحاثه على إجراء التجارب والتحقق العملي منها للحصول على النتائج وكان يختبر الدواء أولاً على القرود قبل أن يعطيه للإنسان، كما عمل على متابعة الحالة المرضية وتسجيل التطورات التي تطرأ عليها لكي يتمكن من تقديم العلاج المناسب لها، وعمل على إجراء التحاليل للمريض وقياس النبض لكي يتمكن من تشخيص المرض.
وكان يدعو دائماً للعلاج بالدواء المفرد وعدم اللجوء للدواء المركب إلا في حالات الضرورة، وكان يقول في ذلك " مهما قدرت أن تعالج بدواء مفرد، فلا تعالج بدواء مركب".
شهرته العالمية
نال الرازي شهرة عالمية وذاعت شهرته في العديد من البلاد الأوربية كما لاقت مؤلفاته انتشار هائل وتم ترجمتها لعدد من اللغات الأوربية مثل اللاتينية والفرنسية والألمانية، كما أعيد طبعها أكثر من مرة وضمت المكتبات الأوربية هذه النسخ والتي قاموا باستخدامها كمراجع طبية هامة، ومصدر للدراسة والعلم، وظلت هذه المؤلفات هي المراجع الرئيسية للطب في أوروبا حتى القرن السابع عشر الميلادي.
ومما يدل على مدي تأثير هذا العالم الطبي العظيم على الساحة العلمية هو احتفاظ جامعة "برنستون" الأمريكية بمؤلفاته في واحدة من أعظم قاعاتها، كما قامت بإطلاق أسمه عليها كنوع من التكريم والتبجيل لهذا العالم العظيم نظراً لجهوده العلمية المؤثرة في العلوم الطبية.
مؤلفات الرازي

أثرى الرازي المكتبة الطبية والعلمية بالعديد من المؤلفات الهامة التي شملت العديد من المجالات فيوجد له مؤلفات في الطب والكيمياء والفلسفة والمنطق نذكر من مؤلفاته الطبية :
الحاوي في علم التداوي، الجدري والحصبة، المنصوري في التشريح، الكافي في الطب، سر الطب، منافع الأغذية، دفع مضار الأغذية وغيرها العديد من الكتب في المجال الطبي، أما بالنسبة لمؤلفاته في الطبيعيات فمنها كيفيات الإبصار، شروط النظر، الهيولي المطلقة والجزئية، هيئة العالم، اشتهر الرازي في علم الكيمياء كواحد من رواد هذا العلم والذي استغرق في دراسته وأجراء العديد من التجارب الكيميائية والتي وظفها في خدمة الطب
عرف الرازي كواحد من تلاميذ العالم العربي الكبير جابر بن حيان رائد علم الكيمياء، ومن مؤلفات الرازي في علم الكيمياء هي سر الأسرار، التدبير، الأكسير، رسالة الخاصة، الحجر الأصفر، هذا بالإضافة إلي مؤلفاته في مجال الفلسفة ومنها المدخل إلي المنطق، المدخل التعليمي، المدخل البرهاني، ويوجد الكثير من المؤلفات الأخرى والتي تضمها أعظم المكتبات حول العالم.
الوفاة
توفى الرازي في عام 936 م، وذلك بعد أن قدم العديد من الخدمات العلمية الجليلة وبعد أن بذل الكثير من الجهود من أجل أبحاثه وتجاربه حتى أنه فقد بصره في أواخر حياته نتيجة لشغفه بالإطلاع المستمر واستغراقه في القراءة لفترات طويلة من الليل.
من أقواله
- عالج أول العلة بما لا يسقط القوة, وما اجتمع عليه الأطباء وشهد عليه الناس وعضدته التجربة وليكن أمامك.
- إن استطاع الحكيم أن يعالج بالأغذية دون الأدوية فقد وافق السعادة.
- ينبغي للمريض أن يقتصر على واحد ممن يوثق به من الأطباء فخطؤه في جنب صوابه يسير جدا.
- الحقيقة في الطب غاية لا تدرك والعلاج بما تنصه الكتب دون إعمال الماهر الحكيم برأيه خطر.
[/align]
قلب الأسد
قلب الأسد
Admin

المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 16/03/2009

http://lion.ace.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عظماء في الذاكرة Empty رد: عظماء في الذاكرة

مُساهمة  قلب الأسد الجمعة يوليو 16, 2010 1:14 pm




البيروني شخصية شهد لها التاريخ بالنبوغ
عظماء في الذاكرة 66619834
محمد بن أحمد الخوارزمي " البيروني"
عالم مميز، ولا تكفي كلمة عالم للتعبير عما يعنيه هذا الرجل فهو موسوعة علمية متكاملة تنوعت مجالات معرفته فهو مؤرخ ، جغرافي، فلكي، رياضي، فيزيائي، ومترجم، يقف العديد من العلماء أمام علمه الغزير موقف الاحترام والتبجيل ويتساوى في هذا العلماء العرب والأوربيين الذي أذهلهم البيروني بأبحاثه العلمية واكتشافاته، والتي تساهم إلى اليوم في خدمة العلماء في مختلف المجالات سواء رياضية أو تاريخية جغرافية أو فلكية.
النشأة
هو أبو الريحان محمد بن أحمد الخوارزمي " البيروني"، ويأتي لفظ بيرون من الفارسية ويعني "ظاهر" أو "خارج" ، ولد البيروني في 4 سبتمبر عام 973م في مدينة كاث عاصمة خوارزم "تقع خوارزم حالياً في أوزبكستان ".
عرف عن البيروني منذ الصغر حبه للرياضيات والفلك والجغرافيا وأخذ علومه عن العديد من العلماء المميزين منهم أبي نصر منصور بن علي بن عراق وهو أحد أمراء أسرة بني عراق الحاكمة لخوارزم وكان عالماً مشهوراً في الرياضات والفلك، كما عمل البيروني على دراسة عدد من اللغات حتى أتقنها وكان من هذه اللغات الفارسية والعربية والسريانية واليونانية.
رحلته مع العلم
رحل البيروني من خوارزم إلى "الري" نتيجة لحدوث بعض الاضطرابات في خوارزم وكان هذا في عام 994م، التقى في "الري" بالعالم الفلكي " الخوجندي " حيث أجرى معه بعض الأرصاد والبحوث الفلكية، وبعد ذلك عاد إلى بلاده مرة أخرى حيث واصل عمله وأبحاثه في الأرصاد، سافر مرة أخرى إلى " جرجان" عام 998م حيث التحق ببلاط السلطان قابوس بن وشمكير وكان محباً للعلم والعلماء ويزخر بلاطه بالعديد من العلماء المتميزين في شتى فروع العلوم والمعرفة، كما كانت لديه مكتبة ثرية بالكثير من الكتب القيمة.
التقى البيروني في هذه الفترة بالعالم الجليل ابن سينا وناظره، كما اتصل بالطبيب الفلكي أبي سهل عيسى بن يحيي المسيحي، حيث تلقى عنه العلم كما شاركه في بحوثه العلمية.
كانت الفترة التي قضاها البيروني في بلاط السلطان قابوس بن وشمكير فترة ثرية بالنسبة له حيث درس فيها وقام بعمل الأبحاث العلمية المختلفة كما التقى بالعديد من العلماء المتميزين وكانت واحدة من إنجازاته الهامة هي قيامه بتأليف إحدى مؤلفاته الكبرى وهي "الآثار الباقية من القرون الخالية" وهو كتاب تاريخي يضم التواريخ والتقويم التي كان العرب والروم والهنود واليهود يستخدمونها قبل الإسلام، كما يقوم بتوضيح تواريخ الملوك من عهد آدم حتى وقته، كما يوجد به جداول تفصيلية للأشهر الفارسية والعبرية والرومية والهندية، وتوضيح كيفية استخراج التواريخ بعضها من بعض.
العودة للوطن
مكث البيروني في جرجان فترة من الزمن استطاع أن ينجز فيها العديد من الخطوات العلمية الهامة، كان خلالها موضع دائم للتقدير والاحترام، قامت بعد ذلك ثورة في جرجان قامت بالإطاحة ببلاط السلطان قابوس وذلك في عام 1009م، فقام البيروني بالعودة مرة أخرى إلى وطنه واستقر بمدينة "جرجانية" التي أصبحت عاصمة للدولة الخوارزمية، التحق بعد ذلك بمجلس العلوم الذي أقامه الأمير مأمون بن مأمون أمير خوارزم والذي كان يضم العديد من العلماء المتميزين منهم ابن سينا، وابن مسكويه المؤرخ والفليسوف.
ومن خلال التحاق البيروني بمجلس العلوم هذا حظي بمنزلة عالية وقدر رفيع عند أمير خوارزم الذي عرف قدر البيروني كعالم جليل فاتخذه مستشاراً له وأحاطه برعايته، وفي خلال هذه الفترة واصل البيروني تحصيله للعلم وإجراء بحوثه الفلكية، حتى كان الاستيلاء على خوارزم من قبل السلطان محمود الغزنوني والذي قام بضمها إلى ملكه فانتقل البيروني إلى بلاطه ورحل مرة أخرى في عام 1016م إلى غزنة "تقع جنوب كابول بأفغانستان".
ما بين غزنة والهند
استغل البيروني انتقاله بين العديد من الدول في التعرف على المزيد من العلوم وتوسيع دائرة علومه فخلال الفترة التي قضاها بعد ذلك في " غزنة " اشتغل بالفلك وغيره من العلوم، كما أفادته مرافقته للسلطان محمود الغزنوي في فتوحاته في بلاد الهند حيث تعرف على علومها ودرسها كما قام بتعلم اللغة الهندية واتصل بعلمائها، ودرس الطبيعة الجغرافية الخاصة بها، بالإضافة لدراسته للعادات والتقاليد والمعتقدات الخاصة بالبلد، لم يكن البيروني يضيع أي فرصة لاكتساب علوم جديدة فكانت المعرفة تلاحقه في أي مكان يرسو فيه وكان هو لا يسمح بأن يفوته شيء منها.
حظي البيروني بالتقدير والإعجاب من قبل الحكام الغزنويين كافة فبعد وفاة السلطان محمود الغزنوي والذي كان يحيطه باهتمامه تقديرا لعلمه الغزير، تولى بعده ابنه السلطان مسعود بن محمود الغزنوي والذي ظل أيضاً يبجل البيروني وأحاطه بالعناية والتقدير الذي يستحقه عالم بمكانة البيروني العلمية.
قام البيروني بتأليف موسوعة في علم الفلك قام بتسميتها " القانون المسعودي في الحياة والنجوم" هذا الكتاب الذي يعد موسوعة ضخمة في العلوم وقام بإهدائها إلى السلطان مسعود الغزنوي الذي أعجب بهذا العمل القيم وقام بمكافأة البيروني، ولكن البيروني الذي طالما بذل حياته من أجل خدمة العلم والمعرفة أعتذر عن قبول الهدية وأوضح أنه يخدم العلم من أجل العلم فقط وليس من أجل المال
المؤلفات
تمكن البيروني من تأليف العديد من الكتب التي عرض فيها أبحاثه واكتشافاته والعديد من النواحي العلمية في مختلف المجالات سواء فلكية أو تاريخية أو رياضية وغيرها من المجالات العلمية، هذه الكتب التي أثرت الساحة العلمية كثيراً ومازالت يرجع إليها كمرجع هام في العديد من الأبحاث العلمية التي يقوم بها العلماء الآن، تبلغ مؤلفاته المائة والعشرين ولقد ترجمت إلى العديد من اللغات منها الإنجليزية، الفرنسية وغيرها من اللغات.
نذكر من هذه الكتب :الرسائل المتفرقة في الهيئة - ويضم إحدى عشر رسالة في العلوم المختلفة.
الجماهر في معرفة الجواهر – يتضمن الكتاب العلوم الخاص بالمعادن.
استخراج الأوتار في الدائرة بخواص الخط المنحني فيها- وهذا الكتاب صدر في الهندسة، كتاب العمل بالإسطرلاب، كتاب في تحقيق منازل القمر، كتاب المسائل الهندسية، جمع الطرق السائرة في معرفة أوتار الدائرة.
التكريم
حصل البيروني على التكريم سواء في فترة حياته أو بعد وفاته من العديد من الهيئات العلمية التي قدرت جهوده العظيمة في مجال العلم، فقامت أكاديمية العلوم السوفيتية في عام 1950م بإصدار مجلد تذكاري عنه بمناسبة مرور ألف سنة على مولده، وفي جمهورية أوزبكستان الإسلامية تم إنشاء جامعة باسم البيروني في العاصمة طشقند، وذلك تقديراً لجهوده العلمية، كما تم إقامة تمثال له يخلد ذكراه في المتحف الجيولوجي بجامعة موسكو، كما تم إطلاق اسمه على بعض معالم القمر من بين 18 عالماً إسلامياً، وذلك تقديراً لجهوده في علم الفلك.
قالوا عن البيروني
قال عنه المستشرق سخاو: "إن البيروني أكبر عقلية في التاريخ"، ويصفه عالم آخر بقوله: "من المستحيل أن يكتمل أي بحث في التاريخ أو الجغرافيا دون الإشادة بأعمال هذا العالم المبدع".
عشق البيروني العلم والمعرفة حتى آخر أنفاسه في هذه الدنيا ففي كتاب "معجم الأدباء" يروي المؤرخ الكبير ياقوت الحموي موقف ما حدث قبل وفاة البيروني بلحظات وهذا الموقف يصفه القاضي علي بن عيسى فيقول " دخلت على أبي الريحان وهو يجود بنفسه قد حَشْرَج نفسُه، وضاق به صدره، فقال لي وهو في تلك الحال: كيف قلت لي يومًا حساب المجدَّات الفاسدة "من مسائل المواريث" فقلت له إشفاقًا عليه: أفي هذه الحالة! قال لي: يا هذا أودّع الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة، ألا يكون خيرًا من أن أخلّيها وأنا جاهل لها؛ فأعدت ذلك عليه، وحفظه… وخرجت من عنده وأنا في الطريق سمعت الصراخ ".
الوفاة
جاءت وفاة البيروني في غزنة وذلك في 12 ديسمبر 1048م، بعد أن كرث حياته لخدمة العلم، فيتذكره العلماء الآن من خلال تاريخه العلمي الحافل والمؤلفات العلمية التي يرجعون إليها كمادة هامة في الأبحاث المختلفة.

قلب الأسد
قلب الأسد
Admin

المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 16/03/2009

http://lion.ace.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عظماء في الذاكرة Empty رد: عظماء في الذاكرة

مُساهمة  قلب الأسد الجمعة يوليو 16, 2010 1:14 pm


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
شخصية اليوم
هو
عظماء في الذاكرة 63628560
الشيخ أبو جعفر الطوسي
المعروف بشيخ الطائفة من ألمع النجوم في سماء العلماء و قد ألف في الفقه والأصول والحديث و التفسير والكلام والرجال مؤلفات كثيرة.
ولادته
ولد الشيخ أبو جعفر الطوسي في خراسان سنة 385 هـ.
دراسته
هاجر الشيخ الطوسي سنة 408 هـ إلى بغداد و كان عمره آنذاك 23 سنة و بقي في العراق إلى آخر عمره وقد انتقلت إليه الرئاسة العلمية وإفتاء الشيعة بعد أستاذه السيد المرتضى علم الهدى.
تتلمذ الشيخ الطوسي خمس سنوات عند الشيخ المفيد وقضى سنوات طويلة عند تلميذ الشيخ المفيد السيد المرتضى وبقي الشيخ الطوسي بعد السيد ببغداد اثني عشر عاماً وانتقل بعد ذلك إلى النجف بعد وقوع الفتن التي أدت إلى نهب داره وقام بتأسيس الحوزة العلمية في النجف وتوفي هناك سنة 460 هـ وله مقبرة معروفة.
شخصيته العلمية
للشيخ الطوسي كتاب في الفقه اسمه النهاية وله أيضاً كتاب المبسوط الذي دخل الفقه به مرحلة جديدة وكان في زمانه أكبر كتاب فقهي وأما في كتابه الخلاف فقد ذكر آراء فقهاء الشيعة وأهل السنة وللشيخ كتب فقهية أخرى.
وهنا يجب أن نذكر نكته وهي أن العلماء عندما يطلقون لقب الشيخ في الفقه فإنهم يعنون به الشيخ الطوسي وإذا قالوا الشيخان فإنهم يعنون بهما الشيخ المفيد والشيخ الطوسي.
تلامذته
بلغ عدد تلامذة الشيخ من الفقهاء والمجتهدين وعلماء الشيعة أكثر من 300 وقد حضر عنده أيضاً المئات من علماء أهل السنة حيث كان منزله في الكرخ ملاذا لعلماء المسلمين.
مؤلفاته
ألف الشيخ الطوسي كتابين من كتب الشيعة الأربعة المشهورة وهما تهذيب الأحكام و الإستبصار و كلاهما في الروايات والأحاديث التي تتعلق بالفقه والأحكام.
و من مؤلفاته الأخرى:
1 - النهاية
2 - المبسوط
3 - الخلاف
4 - عدة الأصول
5 - الرجال
6 - الفهرست
7 - تمهيد الأصول
8 - التبيان
وفاته
توفي الشيخ الطوسي في 22 محرم سنة 460 هـ ودفن في منزله بالنجف الأشرف وبوفاته فقد العالم الإسلامي واحداً من أعظم و أشهر الفقهاء والذي قل نظيره من حيث الشمولية التي امتاز بها و لازال الفقهاء يستضيئون بنوره.
قلب الأسد
قلب الأسد
Admin

المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 16/03/2009

http://lion.ace.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عظماء في الذاكرة Empty رد: عظماء في الذاكرة

مُساهمة  قلب الأسد الجمعة يوليو 16, 2010 1:15 pm

شخصية اليوم اشهر من النار على العلم
يعرفه الكبير والصغير ذاع اسمه بين الناس خطيباً وشاعراً
انه جامعة العلم المتنقلة
الدكتور الشيخ احمد الوائلي
عظماء في الذاكرة Alwaeli11
هو أحمد بن الشيخ حسون بن سعيد بن حمود الليثي الوائلي.. وكانت تسمى عائلته آنذاك عائلة حرج، التي انحدرت من قرية بسيطة في ناحية الغراف جنوباً، متجهة صوب النجف الاشرف عاصمة العِلم والدين والإمامة والضياء المتوهج الذي يمد العالم بالثقافة الإسلامية..
تميز المرحوم الشيخ الوائلي بالحِنكة الإسلامية والثقافة العالية والقدرة على إيصال المعلومة بكل سلاسة وواقعية, وكان يرسم الفكرة داخل إطار واضح المعالم ولا يتورع من انتقاد الاخطاء مهما كان مصدرها.. وبيّنَ في ذلك بأن همّه الوحيد هو إظهار الصواب وتوضيح معالم طريق اهل بيت النبوة عليهم السلام القائم على الايمان المطلق بالله ورسوله النبي الاكرم محمد (ص)..
وكان أول أستاذ يتعلّم على يديه الشيخ الوائلي، هو الشيخ عبد الكريم قفطان، الذي أشرف على تعليمه في مسجد الشيخ (علي نواية)، ثم ولج المدارس الرسمية وانتسب لمدرسة الملك غازي الابتدائية، وبعدها دخل في مدارس منتدى النشر حتى تخرج منها في عام 1962.
وحصل الوائلي على البكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية، ثم أكمل رسالة الماجستير في جامعة بغداد..
ودرس الشيخ الوائلي في الحوزة العلمية ما جعله احد أهم خطباء المسلمين والمنبر الحسيني بالذات، ليس في العراق فحسب بل في اصقاع الأمة الاسلامية. فمَلكَ قلوب المسلمين من خلال محاضراته الرائعة التي لايزال صداها في وسائل الاعلام كافة..
وبقي المرحوم الشيخ الوائلي يقرأ مجالس العزاء في عاشوراء ويلقي المحاضرات في مختلف المناطق العراقية كالبصرة والناصرية والحلة وبغداد والسماوة والنجف وكربلاء ومئات القرى والمدن العراقية الأخرى. وفي عام 1951، دُعي للقراءة في الكويت، في الحسينية الخزعلية بمناسبة العشرة الأولى من شهر محرم الحرام.
واستمر في مجلسه هذا تسع سنوات، بعدها انتقل إلى البحرين في عام 1960 م حتى عام 1965 م، في مأتم ابن سلّوم، ثم عاد الى الكويت واستمر حتى منتصف الثمانينات حين طارده النظام البعثين حيث مضى إلى العاصمة البريطانية لندن واخذ يقرأ مآتم العزاء لأهل البيت عليهم السلام من هناك.
لم يكن الشيخ المرحوم احمد الوائلي خطيباً ومفكراً وباحثاً بل كان شاعرا أيضا، يرتجل الشعر بسلاسة، وكان يكتب بنوعي الشعر، الشعبي والفصيح، ولديه حصيلة شعرية كبيرة. وكان يمتلك أسلوب ساحر ومفردة قريبة للمتلقي بشكل عجيب.
واعتُبِر الوائلي عميداً للمنبر الحسيني، وكان الناس يستفسرون منه عن الأمور التي تكون مبهمة بالنسبة لهم وعن بعض الاحكام الشرعية ايضاً..
بعض من نتاجاته
- هوية التشيُّع
- أحكام السجون بين الشريعة والقانون
- من فقه الجنس في قنواته المذهبية
- نحو تفسير علمي للقرآن
- دفاع عن العقيدة
- تجاربي مع المنبر
المخطوط
- الخلفية الحضارية للنجف قبل الإسلام
- الأوليات في حياة الإمام علي عليه السلام
- حماية الحيوان في الشريعة الإسلامية
- مدارس التفسير للقرآن الكريم
قلب الأسد
قلب الأسد
Admin

المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 16/03/2009

http://lion.ace.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عظماء في الذاكرة Empty رد: عظماء في الذاكرة

مُساهمة  قلب الأسد الجمعة يوليو 16, 2010 1:16 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
شخصية اليوم
العلاّمة الحليّ (قدس سره)
المولود 648 هـ المتوفي 726 هـ)
من هو العلاّمة الحِليّ ؟
جمال الدين أبو منصور الحسن بن سديد الدين يوسف بن زين الدين عليّ بن مُطهَّر الحلّيّ. عُرف بـ (العلاّمة)، ولم يُطلَق هذا اللقب على أحد قبله. أمّا (الحِلّيّ)، فنسبةً إلى (الحلّة السيفيّة) في العراق.
منشأه:
أرّخ مولدَه والده الشيخ سديد الدين يوسف بليلة الجمعة في الثلث الأخير من ليلة 27 شهر رمضان سنة 648 هجريّة. فنشأ في بيئة طيّبة عُرفت بالعَراقة في العلم وسموّ المراتب، وترعرع في أجواء المعرفة والفضيلة. فقرأ على خاله المحقق الحليّ، ومِن قبله على والده، وعلى السيّد جمال الدين أحمد بن طاووس وأخيه السيّد عليّ بن طاووس، وعلى جماعة كثيرة من العامّة والخاصّة، ففرغ من تصنيفاته الحِكَمية والكلاميّة وأخذ في تحرير الفقه قبل أن تكتمل له ستّ وعشرون سنة. وبذلك أصبح متقدّماً على أقرانه، معروفاً بالنبوغ الذهنيّ، ثمّ انتقلت إليه الرئاسة الدينيّة والريادة في التدريس والفُتيا بعد وفاة خاله المحقّق، فعمل على تطوير المناهج العلميّة في الفقه والأصول.
أمّا في أخلاقه وتقواه.. فقد قال السيّد محمّد مهدي بحر العلوم: إنّه مع ذلك (أي مع علمه الوافر) كان شديدَ التورّع، كثير التواضع، خصوصاً مع الذريّة الطاهرة النبويّة. ووصفه الباحث الرجاليّ الميرزا عبد الله الأفندي الإصفهانيّ بقوله: وكان من أزهد الناس وأتقاهم.
مكانته العلميّة:
تجلت المكانة العلميّة للعلاّمة الحليّ واضحة في خمسة أوجه، نعرضها على هذا النحو:
أوّلاً: أقوال العلماء فيه:
1- الحُرّ العامليّ.. قال عنه: فاضل، عالم، محقّق مدقّق، ثقةٌ ثقة، فقيه محدّث متكلّم، ماهر جليل القدر عظيم الشأن رفيع المنزلة.
2- ابن داود.. وهو معاصر له، قال: صاحب التحقيق والتدقيق، كثير التصانيف، انتهت إليه رئاسة الإماميّة في المعقول والمنقول.
3- الشهيد الأوّل.. عبّر عنه بأنّه: أفضل المجتهدين.
ثانياً: لم يتّفق لأحدٍ من العلماء قبل الشيخ جمال الدين الحسن الحلّيّ أن لُقّب بالعلاّمة، فهو أوّل من أحرز هذا اللقب، وقد انتزعه من إعجاب العلماء بمعارفه.. حيث تألّق ذكره في الآفاق، وسطع نجمه في سماء العلم، وسمت مكانته بين العلماء.
من هنا يكون لقبه ذاك بمثابة وسام علميّ يشير ـ بوضوح ـ إلى منزلته العلميّة الرفيعة. وممّا يُذكر أنّه قد نال هذا اللقب الفاخر بعد مناظرة مشهورة له في مجلس السلطان الجايتو خُدابَنْدَه، إذ كشفت تلك المناظرة عن ذهن وقّاد وعلم زاخر وفهم وافر، ودقّة مدهشة واستحضار غريب. وعلى أثر ذلك مُنح هذا اللقب ارتجالاً، ثمّ ما لبث أن لازمه واختصّ به.
ثالثاً: ممّا امتاز به العلاّمة الحلّيّ أنه درس عند بعض علماء المذاهب الأُخرى.. خالطهم وحاجَجَهُم احتجاجاً علميّاً هادئاً، فاطّلع على ما عندهم، من جهة، ومن جهة أُخرى عرّفهم بما عنده. فاستمرّ في مناظراته معهم على إدراك وتثبّت ودقّة وبصيرة، حتّى فرَضَت مكانته العلميّة نفسَها على مُخالفيه، فلم يتعدَّوه إلاّ بعد الثناء عليه والإقرار بفضله وفضيلته. منهم:
ابن حَحَر العَسقلانيّ.. حيث ترجم له فقال فيما قاله فيه: لازمَ نصيرَ الدين الطوسيّ مدّة، وأشتغل في العلوم العقليّة، وصنّف في الأصول والحكمة. كان رأسَ الشيعة بالحلّة، وقد اشتهرت تصانيفه، وتحرّج به جماعة. وشرحُه على مختصر ابن الحاجب في غاية الحُسن في حَلّ ألفاظه وتقريب معانيه، وصنّف في فقه الإماميّة.
رابعاً: مؤلّفاته، وهي وجه آخر من وجوه منزلته العلميّة، ودليل واضح على مكانته السامقة وآفاقه الرحبة وبراعته النادرة. وكانت محطّ اهتمام العلماء من عصره إلى يومنا هذا: تدريساً وشرحاً وتعليقاً، واستفادة في موارد كثيرة.
فألّف ـ من المطوَّلات ـ ثلاثة كتب لا يُشبه واحدٌ منها الآخر:
1 ـ المختلف، ذكر فيه أقوال علماء الشيعة وحججهم.
2 ـ التذكرة (4 مجلدات)، ذكر فيه خلاف علماء العامّة وأقوالهم.
3 ـ منتهى المطلب، ذكر فيه آراء جميع مذاهب المسلمين في الفقه، وهو يُعدّ من كتب الفقه المقارن.
ومن المتوسِّطات من تأليفه كتابان هما:
1- القواعد، كان ولا يزال شغل العلماء في تدريسه وشرحه.
2- التحرير، جمع فيه أربعين ألف مسألة.
ومن المختصرات ألّف ثلاثة كتب هي:
1 ـ إرشاد الأذهان ( مجلدات) (ج1),(ج2)، وقد تداولته الشروح والحواشي.
2 ـ إيضاح الأحكام، وهو مختصر.
3 ـ التبصرة، لتعليم المبتدئين.
وفي أُصول الفقه ألّف العلاّمة الحليّ مطوّلات ومتوسّطات ومختصرات، كانت محلَّ اعتناء العلماء.. ففي المطوّلات له كتاب (النهاية)، والمتوسّطات (تهذيب الأحكام) و (شرح مختصر ابن الحاجب)، والمختصرات (مبادئ الوصول إلى علم الأصول).
وبرع في الحكمة العقليّة، حتّى باحَثَ الحكماء السابقين في مؤلّفاتهم وأشكَلَ عليهم، وحاكَمَ بين شُرّاح (الإشارات) لابن سينا، وناقش نصير الدين الطوسيّ، وباحث ابن سينا وخطّأه. وألّف في أصول الدين وفنّ المناظرة وعلم الكلام والمنطق، والطبيعيّات والإلهيّات والحكمة العقليّة. كما ألّف في الردّ على المنحرفين، وله في الاحتجاج مؤلّفات كثيرة. وتقدّم في علم الرجال وألّف فيه المطوّلات والمختصرات، إلاّ أنّ بعض مؤلّفاته فيه قد فُقد ولم يُعثر إلاّ على الخلاصة. وتميّز في علم الحديث وتفنّن في التأليف فيه وفي شرح الأحاديث، إلاّ أنّ ما ألّفه في ذلك فُقد. ومَهَر في علم التفسير وألّف فيه وفي الأدعية المأثورة وعلم الأخلاق.
وعلى سبيل المثال نذكر بعض العناوين لمؤلّفاته ممّا لم نُشِرْ إليه:

1 ـ آداب البحث.
2 ـ الأبحاث المفيدة في تحصيل العقيدة.
3 ـ إثبات الرجعة.
4 ـ الأدعية الفاخرة المنقولة عن الأئمّة الطاهرة.
5 ـ استقصاء الاعتبار في معرفة معاني الأخبار.
6 ـ الأسرار الخفيّة في العلوم العقليّة.
7 ـ الألفين في إمامة أمير المؤمنين (عليه السّلام).
8 ـ إيضاح التلبيس من كلام الرئيس.
9 ـ الباب الحادي عشر.
10 ـ تسبيل الأذهان إلى أحكام الإيمان.
11 ـ تلخيص المرام في معرفة الأحكام.
12 ـ تنقيح قواعد الدين المأخوذة عن آل ياسين.
13 ـ تهذيب النفس.
14 ـ الجوهر النضيد في شرح منطق التجريد.
15 ـ لبّ الحكمة.
16 ـ خلاصة الأخبار.
17-الرسائل الشر.
18-الرسالة السعدية.
خامساً: مناظراته، ولابدّ مِن مِثل العلاّمة الحليّ أن يُناظِر ويناظَر، ويُناقِشَ ويُناقَش. ولابدّ إلى مِثله تُوجّه الأسئلة، ومن مثلِه تُنتظر الأجوبة.. ومن هنا نُقل أنّ للعلاّمة الحليّ جَرَت احتجاجات كثيرة، بعضها رُويت وبعضها كتبها هو بنفسه.
وكان من رائعات مناظراته ما ذكره الشيخ محمّد تقيّ المجلسيّ في شرح من لا يَحضُره الفقيه (روضة المتّقين) في قصّةٍ خلاصتها أنّ السلطان الجايتو المغولي غضب على إحدى زوجاته فطلّقها ثلاثاً، ثمّ ندم فسأل العلماء فقالوا: لابدّ من المُحلِّل، فقال: لكم في كلّ مسألة أقوال، فهل يوجد هنا اختلاف؟ قالوا: لا، فقال أحد وزرائه: في الحلّة عالِم يُفتي ببطلان هذا الطلاق. فاعترض علماء العامّة، إلاّ أنّ الملك قال: أمهِلوا حتّى يَحضُر ونرى كلامه. فأحضره، فكان من العلاّمة الحلّي أن دخل وقد أخذ نعلَيه بيده وجلس، فسئل عن ذلك فقال: خِفتُ أن يسرقه بعض أهل المذاهب كما سرقوا نعلَ رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فقالوا معترضين: إنّ أهل المذاهب لم يكونوا في عهد رسول الله، بل وُلدوا بعد المئة من وفاته فما فوق. فقال العلاّمة الحليّ للملك: قد سمعتَ اعترافهم هذا، فمِن أين حَصَروا الاجتهاد فيهم ولم يجوّزوا الأخذ من غيرهم ولو فُرض أنّه أعلم؟! سأل الملك: ألم يكن واحدٌ من أصحاب المذاهب في زمن النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ولا في زمن الصحابة؟ قالوا: لا، فقال العلاّمة: ونحن نأخذ مذهبنا عن عليّ بن أبي طالب وهو نَفْس رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأخوه وابن عمّه ووصيّه، ونأخذ عن أولاده من بعده.
فسأله الملك عن الطلاق بالثلاث، فأجابه العلاّمة: باطل، لعدم وجود الشهود العُدول. وجرى البحث بينه وبين العلماء حتّى ألزمهم الحجّة جميعاً، فتشيّع الملك ألجايتو وخطب بأسماء الأئمّة الاثنَي عشر في جميع بلاده، وأمر فضُربت السكّة بأسمائهم (عليهم السّلام)، وأمر بكتابتها على جدران المساجد والمشاهد.
قال الشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ:
وفي عصر العلاّمة الحلّيّ استبصر السلطان (خدابنده) وتشيّع، وضرب النقود باسم الأئمّة عام 708 هجريّة.. وأُعطيت بعض الحريّات الدينيّة التي كان العبّاسيّون يمنعونها. وفي عصره أيضاً عادت الحلّةُ إلى مكانتها العلميّة القديمة، فازدهرت فيها المدارس بعدما عانت من الاضطهاد مُدداً طويلة.
وفاته:
توفي العلاّمة الحليّ -اعلي الله مقامه- يوم عاشوراء ليلاً، أي ليلة الحادي عشر من المحرّم سنة 726 هجريّة. وقد دُفن رحمه الله في المشهد الغروي المقدّس بالنجف الأشرف، بعد أن نُقل جثمانه من مدينة الحلّة إلى جوار الضريح المنوّر للإمام عليّ بن أبي طالب سلام الله عليه.
وعمره الشريف سبع وسبعون سنة وثمانية أشهر ونصف وثلاثة أيّام.
رحمه الله، وبارك في مسعاه، ونفع المسلمين بعلومه، وجعلها صدقة جارية له إلى يوم القيامة
قلب الأسد
قلب الأسد
Admin

المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 16/03/2009

http://lion.ace.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عظماء في الذاكرة Empty رد: عظماء في الذاكرة

مُساهمة  قلب الأسد الجمعة يوليو 16, 2010 1:17 pm

عظماء في الذاكرة 4549
الشيخ محمد كاظم الشيرازي ( قدس سره )
( 1292 هـ ـ 1367 هـ )
اسمه ونسبه :
الشيخ محمّد كاظم بن حيدر الشيرازي .
ولادته :
ولد الشيخ الشيرازي عام 1292 هـ بمدينة شيراز في إيران .
دراسته :
لمّا بلغ الشيخ الشيرازي الثامنة من عمره سافر مع أبيه إلى كربلاء للزيارة ، فمكث مع أبيه مدّة ، تعلّم خلالها قراءة القرآن الكريم والكتابة وبعض المقدّمات في العربية ، ثمّ عاد مع أبيه إلى شيراز ، وأقام مدّة فيها اشتغل خلالها بدراسة المقدّمات في الفقه والأُصول ، ثمّ عاد إلى كربلاء وهو يبلغ من العمر 15 عاماً تاركاً أباه وأهله في شيراز ، وأخذ في دراسة الفقه والأُصول .
ثم انتقل إلى سامرّاء عام 1310 هـ واتصل بالسيّد محمّد حسن الشيرازي الذي رعاه رعاية خاصّة ، ثمّ لازم درس الشيخ محمّد تقي الشيرازي ، وبقي ملازماً له لا يفارق حوزته ، حتّى توفّي الشيخ محمّد تقي ، ثمّ انتقل إلى النجف الأشرف ، حيث استقلّ بالبحث والتدريس والتأليف ، وأصبح من مراجع التقليد ، خاصّة بعد وفاة السيّد أبي الحسن الأصفهاني .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ السيّد محمّد حسن الشيرازي ، المعروف بالشيرازي الكبير .
2ـ الشيخ حسن علي الطهراني .
3ـ الشيخ محمّد تقي الشيرازي .
4ـ السيّد محمّد علي الشيرازي .
5ـ السيّد محمّد الفشاركي .
تلامذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ السيّد محمّد علي سبط الشيخ الأنصاري .
2ـ الشيخ بهاء الدين المحلاّتي الشيرازي .
3ـ الشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني .
4ـ السيّد محمّد حسن فضل الله العاملي .
5ـ الشهيد السيّد عبد الحسين دستغيب .
6ـ الشيخ محمّد تقي بهجت الفومني .
7ـ الشيخ محمّد رضا البروجردي .
8ـ الشيخ حسين وحيد الخراساني .
9ـ السيّد محمّد حسين الشيرازي .
10ـ السيّد مرتضى الفيروزآبادي .
11ـ السيّد تقي الطباطبايي القمّي .
12ـ الشيخ محمّد تقي الجعفري .
13ـ الشيخ علي كاشف الغطاء .
14ـ الشيخ راضي آل ياسين .
15ـ الشيخ علي الخراساني .
16ـ السيّد جعفر المرعشي .
17ـ السيّد إسماعيل الصدر .
18ـ السيّد محمّد الروحاني .
19ـ السيّد هادي التبريزي .
20ـ السيّد علي البهشتي .
مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :
1ـ بلغة الطالب في الحاشية على المكاسب .
2ـ حاشية على رسائل الشيخ الأنصاري .
3ـ مناسك حج ، باللغة الفارسية .
4ـ حاشية على العروة الوثقى .
5ـ تعليقات على كتاب الدرر .
6ـ رسالة في صلاة الجماعة .
7ـ دورة كاملة في الأُصول .
8ـ مسائل فقهية متفرّقة .
9ـ رسالة في الخلل .
10ـ المسائل الفقهية .
وفاته :
توفّي الشيخ الشيرازي ( قدس سره ) في الثاني والعشرين من جمادى الأُولى 1367 هـ بمدينة النجف ، ودفن في الصحن العلوي للإمام علي ( عليه السلام ) .
قلب الأسد
قلب الأسد
Admin

المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 16/03/2009

http://lion.ace.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عظماء في الذاكرة Empty رد: عظماء في الذاكرة

مُساهمة  قلب الأسد الجمعة يوليو 16, 2010 1:18 pm

عظماء في الذاكرة 4439
السيد محسن الطباطبائي الحكيم ( قدس سره )
( 1306 هـ - 1390 هـ )

اسمه وكنيته ونسبه :
السيّد أبو يوسف ، محسن بن السيّد مهدي الطباطبائي الحكيم ، وكان أحد أجداده ـ وهو السيّد علي ـ طبيباً مشهوراً ، ومنذ ذلك الزمان اكتسبت العائلة لقب ( الحكيم ) بمعنى الطبيب ، وأصبح لقباً مشهوراً لها .
ولادته :
ولد السيّد الحكيم في شوال 1306 هـ بمدينة النجف الأشرف .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ محمّد كاظم الخراساني، المعروف بالآخوند.
2ـ السيّد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي.
3ـ الشيخ محمّد حسين الغروي النائيني.
4ـ السيّد أبو تراب الخونساري.
5ـ الشيخ ضياء الدين العراقي.
6ـ السيّد محمّد سعيد الحبوبي.
7ـ الشيخ علي الجواهري.
تلامذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ سبطه ، السيّد محمّد سعيد الطباطبائي الحكيم .
2ـ الشهيد السيد محمد رضا الموسوي الخلخالي .
3ـ الشهيد السيّد محمّد علي القاضي الطباطبائي .
4ـ ابنه ، السيّد يوسف الطباطبائي الحكيم .
5ـ السيّد عبد الكريم الموسوي الأردبيلي .
6ـ السيّد محمّد مهدي الموسوي الخلخالي .
7ـ الشيخ أبو الفضل النجفي الخونساري .
8ـ الشهيد الشيخ مرتضى البروجردي .
9ـ السيّد عز الدين الحسيني الزنجاني .
10ـ الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر .
11ـ السيّد علي الحسيني السيستاني .
12ـ الشيخ ناصر مكارم الشيرازي .
13ـ الشهيد الشيخ أحمد الأنصاري .
14ـ الشيخ حسين الراستي الكاشاني .
15ـ الشيخ حسين وحيد الخراساني .
16ـ الشيخ عبد المنعم الفرطوسي .
17ـ الشهيد السيّد أسد الله المدني .
18ـ الشيخ محمّد هادي معرفة .
19ـ الشيخ قربان علي الكابلي .
20ـ الشيخ حسن البهبهاني .
صفاته وأخلاقه : نذكر منها ما يلي :
1ـ كان السيّد سمحاً عطوفاً ، يعامل الآخرين بلطف ، ولهذا أصبح محبوباً ومُهاباً من قبل الجميع .
2ـ كان شديد التواضع ، ولا عجب أن يجد التواضع إلى تلك الروح الواسعة سبيلاً .
3ـ عدم اعتماده في تأمين أُموره المعاشية على ما يحصل عليه من الأموال الشرعية ، بل كان يعتمد على الهدايا الخاصّة التي كان يرسلها إليه مقلّدوه ، إذ كانوا يعلمون أنّ السيّد الحكيم لا يصرف على احتياجاته الشخصية من الأموال الشرعية .
4ـ كان له برنامج دقيق جدّاً لحياته اليومية ، فهو لا يفرّط بالوقت ، ومَن عاش معه من الطلبة في النجف الأشرف يعرف جيّداً متى يذهب لمواجهته وفي أي ساعة .
5ـ كان له اهتمام كبير بإحياء مناسبات أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وبالخصوص إحياء مجالس عزاء الإمام الحسين (عليه السلام ) ، إضافة إلى قيامه بالعبادات المستحبّة كالنوافل اليومية ، والتهجّد بالليل ، وغير ذلك .
وقال الشهيد السيّد محمّد علي القاضي الطباطبائي : ( لم يحدّث الفقيد الحكيم نفسه بالرياسة يوماً من الأيّام ، لكنّي وجدت الزعامة والرياسة هي التي وجدته لائقاً وجديراً بها ، وقد نقل لي أحد مقرَّبيه بأنّه لم ير السيّد يوماً يضحك بصوت عال ، وفي أشدِّ الأحوال التي تدعو إلى الضحك وجدته مبتسماً لا أكثر ، بالإضافة إلى ذلك كان رجلاً فريداً من نوعه بالشجاعة في تلك الأيّام ، لا يهاب الرؤساء والسلاطين ، ولا يتردَّد في إصدار الفتاوى ) .
مشاريعه : نذكر منها ما يلي :
1ـ تأسيس المكتبات العامّة في أنحاء العراق كافّة ، لنشر الثقافة الإسلامية ، وتوعية الشباب المسلم ، وحمايته من الانحراف والانجراف وراء الأفكار الهدَّامة ، التي كانت ناشطة ومنتشرة آنذاك ، وقد بلغ عدد تلك المكتبات أكثر من ( 70 ) مكتبة ، وكان أكبرها مكتبة الإمام الحكيم العامّة في مدينة النجف الأشرف ، التي كانت تحتوي على ( 30.000 ) كتاب مطبوع ، وحوالي ( 5000 ) نسخة خطّية .
2ـ بناء المساجد ، والتكايا ، والحسينيات في العراق ، وفي لبنان وسورية وباكستان وأفغانستان والمدينة المنوّرة ، وجعلها مراكز دينية لإجراء العبادات ، وإقامة الاحتفالات ، ونشر الأفكار الإسلامية ، وتوضيح المسائل والأحكام الشرعية ، وتوضيح ونشر أفكار أهل البيت ( عليهم السلام ) .
3ـ تأسيس المراكز الثقافية الإسلامية في نقاط مختلفة من العراق .
4ـ طباعة الكتب الإسلامية وإرسالها إلى مناطق مختلفة من العالم .
5ـ إدخال مواد دراسية جديدة في الحوزة العلمية ، مثل : التفسير والاقتصاد والفلسفة والعقائد ، كما شجَّع الطلاّب العلوم الدينية على التأليف ، وأشرف على المجلاّت الإسلامية التي كانت تصدر آنذاك مثل : الأضواء ، رسالة الإسلام ، النجف .
6ـ تأسيس المدارس العلمية لطلبة العلوم الدينية ، ونذكر منها ما يلي :
1ـ مدرسة شريف العلماء في مدينة كربلاء المقّدسة .
2ـ مدرسة السيّد اليزدي في مدينة النجف الأشرف .
3ـ مدرسة دار الحكمة في مدينة النجف الأشرف .
4ـ المدرسة العلمية في مدينة النجف الأشرف .
5ـ المدرسة العلمية في مدينة الحلّة .
6ـ مدرسة الأفغانيين والتبتيين .
مواقفه السياسية :
كان السيّد الحكيم منذ أيّام شبابه رافضاً للظالمين وأعداء الدين ، وقد شارك بنفسه في التصدّي للاحتلال البريطاني الغاشم للعراق ، حيث كان مسؤولاً عن المجموعة المجاهدة في منطقة الشعيبة في جنوب العراق ، وكان يعلم بالنوايا الخبيثة للاستعمار عندما أخذ يتَّبع سياسة ( فَرِّقْ تَسُدْ ) في العراق .
وعندما أخذ الحكَّام المرتبطون بالأجنبي بترويج أفكار القومية العربية في العراق ، قام السيّد بالتصدِّي لتلك الأفكار ، وقاوم كل أشكال التعصّب ، والتمييز الطائفي والعرقي في العراق ، وخير شاهد على ذلك إصداره الفتوى المعروفة : حرمة مقاتلة الأكراد في شمال العراق ، لأنّهم مسلمون ، تجمعهم مع العرب روابط الأُخوَّة والدين .
وعندما روَّج الشيوعيون في العراق لأفكارهم الإلحادية ، أصدر السيّد الحكيم فتواه المشهورة : ( الشيوعية كفر وإلحاد ) ، ممّا اضطرَّ رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم إلى إبعادهم عن الساحة السياسية .
ومن مواقفه السياسية الأُخرى دعمه لحركات التحرّر في العالم الإسلامي ، وعلى رأسها حركة تحرير فلسطين ، وأصدر بهذا الخصوص العديد من البيانات التي تشجب العدوان الصهيوني ، وتؤكّد على ضرورة الوحدة الإسلامية لتحقيق الهدف الأسمى ، وهو تحرير القدس من أيدي الصهاينة المعتدين .
مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :
1ـ رسالة في بعض المسائل المتفرّقة في الصلاة .
2ـ حواش على تقريرات السيّد الخونساري .
3ـ شرح كتاب المراح في علم الصرف .
4ـ تعليقة على كتاب رياض المسائل .
5ـ رسالة مختصرة في علم الدراية .
6ـ حاشية على كتاب الدر الثمين .
7ـ حاشية على الرسالة الصلاتية .
8ـ تعليقة على العروة الوثقى .
9ـ مختصر منهاج الصالحين .
10ـ مستمسك العروة الوثقى .
11ـ حواش على نجاة العباد .
12ـ رسالة في سجدة السهو .
13ـ شرح تشريح الأفلاك .
14ـ منهاج الصالحين .
15ـ منهاج الناسكين .
16ـ تحرير المنهاج .
17ـ حقائق الأُصول .
18ـ شرح التبصرة .
19ـ دليل الناسك .
20ـ نهج الفقاهة .
وفاته :
توفّي السيّد الحكيم ( قدس سره ) في السابع والعشرين من ربيع الأوّل 1390 هـ ، واستغرق تشييعه ( قدس سره ) من العاصمة بغداد إلى مدينة النجف الأشرف مدّة يومين بموكب مهيب ، ودفن بمكتبته في مدينة النجف الأشرف .
قلب الأسد
قلب الأسد
Admin

المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 16/03/2009

http://lion.ace.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عظماء في الذاكرة Empty رد: عظماء في الذاكرة

مُساهمة  قلب الأسد الجمعة يوليو 16, 2010 1:19 pm

عظماء في الذاكرة 090i
الشيخ عباس القمي (رحمه الله)
عالم من علماء الشيعة وقلم من أقلام الإمامية، كرس حياته لطلب العلم والاجتهاد مخلصاً متفانياً في حب الله فكان من الخالدين، عرفته الأجيال المتتابعة وسيبقى خالداً خلود كتابه العظيم "مفاتيح الجنان"، انه الشيخ عباس القمي (رحمه الله) الذي تمر علينا ذكرى رحيله هذه الايام.
ومع هذه السطور المتواضعة نتعرف على شخصيته:
هو الشيخ عباس بن محمّد رضا بن أبي القاسم القمّي المولود سنة 1294 هـ في مدينة قم المقدسة وأمضى طفولته وشبابه في هذه المدينة المقدسة، درس فيها مرحلة المقدمات وكذلك الفقه والأصول كما وقد درس بعض العلوم الأخرى عند آية الله الميرزا محمد الأرباب.
وفي سنة 1316 هـ هاجر إلى النجف الأشراف لإكمال دراسته، وأخذ يحضر دروس آية الله العظمى السيد محمد كاظم اليزدي، وكانت له رغبة شديدة بدراسة علوم الحديث ولإشباع هذه الرغبة لازم العلاّمة المحدّث الشيخ حسين النوري لينهل من علومه في هذا المجال.
في سنة 1318 هـ تشرّف بحج بيت الله الحرام، وبعد انتهاء موسم الحج عاد إلى قم المقدسة، وبقي فيها مدة قصيرة ثم عاد إلى النجف الاشرف وبقي ملازماً أستاذه المحدث النوري وأخذ يساعده في استنساخ كتابه المعروف (مستدرك الوسائل).
في عام 1322 هـ وبعد مرور عامين على رحيل أستاذه المحدث النوري عاد إلى مدينة قم المقدسة بسبب تدهور وضعه الصحي وبعد عودته انشغل بالتأليف والترجمة والوعظ والإرشاد.
في سنة 1331 هـ، شد الرحال إلى مدينة مشهد المقدسة، وبعد أن استقر فيها إلى جوار الروضة الرضوية المطهرة، عاد إلى التدوين والتأليف والإرشاد، وتدريس علم الأخلاق، وأقام هناك مدة اثنتي عشرة سنة.
في سنة 1341هـ، شرع في مدينة مشهد المقدسة بإلقاء دروسه في علم الأخلاق بمدرسة الميرزا جعفر للعلوم الدينية، استجابة للطلبات التي وجهها إليه طلاب الحوزة العلمية هناك، وشيئاً فشيئاً ازداد عدد الطلاب الذين يحضرون درسه حتى بلغ تعدادهم ألف طالب.
طلب منه علماء مدينة قم المقدسة العودة إليها، لحاجة آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري إلى أمثاله لتشييد أركان الحوزة العلمية الفتيّة في قم والتدريس بها، فاستجاب لطلبهم وعاد إلى قم المقدّسة.
إجازاته:
حاز على إجازة بالرواية من بعض المشايخ، ومنح إجازة برواية الحديث من العلماء الذين عاشوا في الخمسين سنة الأخيرة، منهم: الإمام الخميني، وآية الله العظمى السيد المرعشي وآية الله العظمى السيد الميلاني (قدس الله سرهم).
وبعد المجزرة التي أحدثها رضا خان في مسجد (گوهر شاد) في مشهد المقدسة، وما ترتب عليها من إبعاد آية الله العظمى السيد حسين القمي (قدس سره) إلى العراق صمّم المحدث القمي على الهجرة إلى النجف الأشرف، وبقي فيها إلى آخر عمره الشريف.
صفاته وأخلاقه:
اهتمامه بالتأليف، كان من اخص خصوصياته اهتمامه بالتدوين والتأليف والترجمة، وقد نقل عنه كثيرون هذا الاهتمام، ولنستمع إلى ما يقوله ابنه الأكبر حول تعلق والده بالكتابة: عندما كنت طفلا كنت أرى والدي مشغولا بالكتابة من الصباح إلى المساء دون انقطاع، وحتى عندما كنا نسافر إلى خارج المدينة.
اهتمامه بالآخرين وزهده:
كان الشيخ القمي مراعياً لأصدقائه ورفاقه بشكل منقطع النظير، فعندما كان يرافقهم في السفر فانه كان يهتم بهم اهتماماً كبيراً، ويحترمهم ويعاملهم بالأخلاق الحسنة.
وكان زاهداً في دنياه، مبتعداً عن مظاهر الترف، غير متعلق بالمظاهر الدنيوية الزائفة وقد نقلت قصص كثيرة عن زهده ننقل واحدة منها كنموذج: في إحدى المرات جاءته امرأتان من مدينة بومباي الهندية، وأبلغتاه عن رغبتهما بتقديم مبلغ شهري قدره خمس وسبعون روبية، فامتنع الشيخ القمي عن قبول المبلغ، فاعترض عليه أحد أبنائه، فرد عليه بشدة قائلا: (اسكت، إن الأموال التي صرفتها في السابق ولحد الآن لا اعرف كيف أجيب عنها غداً عند الله عز وجل، وعند صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)، ولذلك امتنعت عن قبول هذا المبلغ لئلا اعرض نفسي إلى ثقل المسؤولية).
تواضعه:
كان يتواضع للـجميع وعلى الأخص العلماء منهم، يحدثهم بأخبار أهل البيت (عليهم السلام) ويتعامل معهم بأخلاق الأئمة والمعصومين(ع) وكان من عادته عدم الجلوس في صدر المجلس فهو يجلس حيث ينتهي به المجلس، ولا يقوم بتفضيل نفسه على الآخرين.
نفوذ كلامه:
كان لكلامه وخطاباته (رحمه الله) تأثيراً في نفوس سامعيه، لأنه عندما كان يدعو الناس إلى الالتزام بإحدى العبادات أو خلق من الأخلاق، فكان يُلزم نفسه أولا ثم يدعوا الناس إليه، فهو يضع على الدوام نصب عينيه الآية الشريفة: (كبُر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) سورة الصف الآية: 3.
عبادته:
كان الشيخ عباس القمي متقيداً بالعبادات المستحبة، مثل النوافل اليومية وتلاوة القرآن الكريم وقراءة الأدعية والأذكار عن الأئمة (عليهم السلام)، وكذلك إحياء الليل بالعبادة وإقامة صلاة الليل، وفي خصوص ذلك قال ابنه الأكبر: (لا أتذكر أنه في ليلة ما تأخر في النهوض للعبادة، حتى في السفر) ومن مميزاته الأخرى: احترامه لكل من ينتسب إلى الرسول محمد (ص)، عاملا بقوله (ص): (أكرموا أولادي...).
آثاره العلميّة:
له آثار علمية كثيرة بلغت أكثر من اثنين وستين أثراً، نذكر جملة منها وهي:
1 ـ الفوائد الرجبية فيما يتعلق بالشهور العربية.
2 ـ الدرة اليتيمة في تتمات الدرة الثمينة: شرح باللغة الفارسية لكتاب نصاب الصبيان.
3 ـ مختصر الأبواب في السنن والآداب: مختصر لكتاب حلية المتقين للعلامة المجلسي.
4 ـ هدية الزائرين وبهجة الناظرين: (باللغة الفارسية).
5 ـ اللآلي المنثورة في الأحراز والأذكار المأثورة (طبع حجري).
6 ـ الفصول العلّية في المناقب المرتضوية (باللغة الفارسية).
7 ـ سبيل الرشاد: رسالة مختصرة في أصول الدين.
8 ـ حكمة بالغة ومئة كلمة جامعة: شرح باللغة الفارسية لمئة كلمة من كلمات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).
9 ـ ذخيرة الأبرار في منتخب أنيس التجار: خلاصة لكتاب أنيس التجار للملا مهدي النراقي (رحمه الله).
10 ـ رسالة في الذنوب الكبيرة والصغيرة (بالفارسية).
11 ـ ترجمة كتاب العروة الوثقى لآية الله العظمى السيد محمد كاظم اليزدي إلى اللغة الفارسية (من فصل الطهارة إلى فصل الستر والساتر في الصلاة).
12 ـ مفاتيح الجنان: غني عن البيان وموجود في كل روضة من الرياض المشرفة للأئمة (عليهم السلام)، وفي أغلب البيوت الشيعية (ترجم من اللغة الفارسية إلى اللغتين العربية والأورديّة).
13 ـ كتاب تحفة طوسية ونغمة قدسية: رسالة مختصرة تتعلق بزيارة الإمام علي بن موسى الرضا (عليهما السلام)، وذكر فضلها وثوابها.
14 ـ رسالة دستور العمل.
15 ـ نفس المهموم: (كتاب قيّم في مقتل الإمام الحسين (عليه السلام)).
16 ـ نفثة المصدور: في تواريخ الحجج الإلهية.
17 ـ الأنوار البهية: شرح لحياة المعصومين الأربعة عشر باللغة العربية وترجم إلى اللغة الفارسية.
18 ـ منازل الآخرة: وهو من الكتب النفيسة.
19 ـ ترجمة مصباح المتهجد، للشيخ الطوسي من العربية إلى الفارسية.
20 ـ نزهة الناظر: ترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الفارسية لكتاب معدن الجواهر للشيخ الكراجكي.
أقوال العلماء فيه:
قال فيه مؤلف كتاب معارف الرجال: (كان آية الله الشيخ عباس القمي عالماً عاملا، وثقة عدلا متتبعاً، وبحّاثة عصره، أميناً مهذباً، زاهداً عابداً، صاحب المؤلفات المفيدة...).
وفاته:
لبّى الشيخ القمي نداء ربه بتاريخ 23 / ذي الحجة الحرام / 1359 هـ في النجف الأشرف بعد أن قضى خمسة وستين عاماً من عمره الشريف في البر والتقوى وخدمة الشريعة الغرّاء، وصلى عليه آية الله العظمى السيد أبو الحسن الاصفهاني (رضوان الله عليه)، وبعد أن شيع تشييعاً مهيباً حضره علماء وفضلاء الحوزة وشرائح مختلفة من أهالي مدينة النجف الأشرف، تم دفنه إلى جوار أستاذه المحدث النوري في الصحن الشريف للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في النجف الأشراف.
عظماء في الذاكرة 091
قلب الأسد
قلب الأسد
Admin

المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 16/03/2009

http://lion.ace.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عظماء في الذاكرة Empty رد: عظماء في الذاكرة

مُساهمة  قلب الأسد الجمعة يوليو 16, 2010 1:20 pm

عظماء في الذاكرة 1263437716
العلامة الشيخ علي منصور المرهون
هو أبو الفرج علي بن العلامة الشيخ منصور بن علي بن محمد بن حسين بن مرهون الخطي القطيفي. كان مولده في الخامس من شهر ربيع الثاني سنة 1334هـ. نما في حجر والده المقدس العلامة الشيخ منصور المرهون( رحمه الله ) فغذاه ورباه تربية إسلامية خالصة حتى إذا قوى عوده تاقت نفسه لطلب العلم. كان يصحبه والده إلى مجالسه العلمية ويشهد مناقشات العلماء، ويختزن ما يسمع ويرى في نفسه، فقد كان شديد التأثر بتلك المجالس وبأولئك العلماء الذين كانوا يحدبون عليه ويهتمون به ويعطونه ما يسألهم عنه من المسائل العلمية، والأدبية، والاجتماعية، الأمر الذي جعل وعيه أكبر من سنه، فقد كان يعي ما يدور حوله من القضايا خاصة ما يتعلق منها بالعقيدة والدين والوطن والأمة.
تعلم في الكتاتيب خلال المرحلة الأولى كما تعلم الخط ومقدمات اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم قبل بلوغه سن العشرين على يد الأستاذين الملا أحمد المرهون المتوفى قرابة سنة 1351هـ والشيخ عبدالحي المرهون المتوفى سنة 1366هـ. وأراد لنفسه الاستزادة في التحصيل فأرسله والده عام 1354هـ للنجف لدراسة العلوم الدينية وقد أقام هناك ستة أعوام تتلمذ فيها على يد جملة من العلماء الأفاضل. عاد إلى القطيف أواخر شهر شوال للعام 1360هـ. وواصل دراسته في القطيف بعد إيابه إليها وفي خلالها امتهن الخطابة وبعد وفاة والده طلب منه أن يحل محله في إمامة الجماعة.
• والده وإخوانه:هو العلامة الشيخ منصور المرهون – رحمه الله- المتوفى سنة 1362هـ والذي يرجع أصله إلى أسرة المرهون العلمية المنتشرة في أرجاء المنطقة حيث قام بأعمال هي محل أنظار الواعين إلى هذا اليوم، فقد بذل ما في وسعه من أجل تفعيل الحركة الثقافية والعلمية في القطيف، فأقدم على إنشاء حوزة علمية بها ولكن لم يكتب لها النجاح وقد استفاد من خطاباته لبث الفكرة وتشجيع الناس على دعمها ليعيد للقطيف شيئاً من ماضيها، كما تحدث مع العديد من العلماء والشخصيات حول سبل تنفيذ فكرته.
علاوة على ذلك، فقد كانت للعلامة الشيخ منصور المرهون –رحمه الله- حلقات علمية وأدبية وثقافية نشطة. لقد ضمت أسرة المرهون العديد من الفضلاء من أبناء العلامة الشيخ منصور المرهون الذين ساروا على نهجه في العلم والثقافة والورع، فقد نبغ منهم العلماء والخطباء والأدباء كالعلامة الشيخ علي المرهون – رحمه الله- وإخوانه الأفاضل كلٍ من:
1- الملا سعيد المرهون - خطيب معروف.
2- الملا محمد المرهون- خطيب وشاعر.
3- الملا عبد العظيم المرهون - خطيب وأديب.
4- الشيخ محمد حسن المرهون - إمام مسجد الدبابية وخطيب معروف.
5- الشيخ عبد الحميد المرهون - إمام جماعة في أم الحمام ومن أبرز الخطباء.
6- الملا صادق المرهون - خطيب حسيني.
7- الملا كاظم المرهون - خطيب حسيني.
8- الحاج إبراهيم المرهون.
2- الحياة العلمية لسماحة العلامة المرهون
• هجرته إلى النجف
كان للعلامة الشيخ منصور المرهون دورٌ كبيرً في توجيه سماحة العلامة الشيخ علي المرهون – رحمه الله- لتحصيل العلوم الدينية والعربية حيث كان أستاذه الأول و الباعث على مواصلة المسير العلمي. فتلقى تربيته العلمية والإيمانية والأخلاقية في كنف أبيه من ثم التحق بالحلقات العلمية في القطيف في ذلك الوقت فتتلمذ على أيدي أساتذتها في مقدمات اللغة والأصول والفقه والمنطق. وقد درس سماحته على أيدي كبار العلماء من القطيف أمثال الشيخ فرج العمران والشيخ طاهر القطيفيين.
ولم يزل متوجهاً نحو ضالته المنشودة وسائراً تجاه غرضه المقصود حتى استفزه الشوق الأكيد إلى الرقي عن حضيض الهمجية والتقليد إلى أوج الحضارة والاجتهاد الصميم فغادر وطنه القطيف نافراً إلى النجف الأشرف معدن العلم ومأوى النبوغ ومطمح أنظار أهل الكمال وذلك يوم الخامس من شهر شعبان المبارك سنة 1354هـ. فشمر عن ساعد الجد واجتهد حسب الوسع والطاقة البشرية وأكب على التحصيل وطلب العلم النافع الديني الأخروي الكمالي. وفي بداية سفرته للنجف تتلمذ على يد جهابذتها وعلمائها في ذلك الوقت من بينهم:
1- الشيخ علي الجشي.
2- الشيخ طاهر المحمري.
3- الشيخ حسن بن علي المحروس.
4- الشيخ محي الدين البغدادي.
5- الشيخ طاهر ابن الشيخ حسن ابن الشيخ بدر.
6- الشيخ كاظم ابن الشيخ عمران الأحسائي.
7- الشيخ هادي حموزي.
8- السيد إبراهيم المقرم
.كما تتلمذ على يد فضلاء الحوزة العلمية كالسيد محسن الحكيم ( قدس سره)، حيث كان يحضر بحثه الخارج لسنوات طويلة والسيد محمد باقر الصدر(قدس سره) الذي كان يزور الشيخ بنفسه خلال تواجده في العراق، وكذلك الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء (رحمه الله) والشيخ محمد تقي الجواهري وغيرهم..
وإلى جانب دراسته الحوزوية في النجف كان يدرس في كلية المظفر التابعة لجامعة بغداد والمعروفة آنذاك بكلية الفقه وقد كان الانضمام إليها يتطلب معرفة كافية بعلم الفقه والأصول وغيرها من العلوم الأخرى. وقد درس على يد السيد محمد جمال الهاشمي بحث شرح التجريد والأصول الديني لنصير الدين الطوسي وشرح العلامة الحلي.
• مسكنه في النجف
سكن العلامة المرهون أول أمره مدرسة الآخوند الصغرى مدة ثلاث سنوات تقريباً ثم سكن المدرسة المهدية مدة سنة تقريباً لينتقل بعدها إلى مدرسة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء رحمه الله التي استمر فيها
حتى نهاية إقامته.
3- حركته الاجتماعية في النجف
كان سماحة العلامة المرهون – رحمه الله – على علاقة واسعة بالمرجعيات والشخصيات الدينية في النجف الأشرف على مدى سنين طويلة. ولم يكن طالب علم لدى العلماء فحسب بل عمل كأستاذ في مدرسة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء التي تخرج منها على يديه عدد كبير من العلماء وعلى رأسهم الشيخ محمد تقي المعتوق أحد علماء جزيرة تاروت.
كما ويعتبر إحدى القنوات المتحدثة عن تاريخ وحضارة القطيف ومصدراً يُرجع إليه في تاريخ المنطقة بل ومصدراً لنقل تاريخ مدينة النجف إلى الطلاب الدارسين هناك. وقد أولى طلاب العلم اهتماماً خاصاً وعمل العديد من الأنشطة الرامية إلى إنعاش الطاقات وإبراز الكفاءات من أبناء المنطقة، ومن ضمن أنشطته هناك:
الدعوة لإقامة الجلسات الأدبية بمشاركته وحضوره لتداول مختلف الجوانب الأدبية وحث من خلالها الطلبة على حفظ الشعر وكتابته وغالباً ما كان يدور الحديث حول الشواهد الأدبية في اللغة وإعرابها.
إقامة مجالس الخطابة الحسينية للمبتدئين من الطلبة ودعوة كبار الشخصيات العلمائية في النجف للحضور والاستماع.
التشجيع على زيارة العلماء وطرح مختلف المسائل العقائدية والفقهية مباشرة.
زيارة الطلاب يومياً بعد زيارته لحرم أمير المؤمنين – عليه السلام – وتفقد أحوالهم.
ولم تكن هذه الرعاية والاهتمام لأبناء منطقته فحسب بل كانت شاملة لجميع الطلبة والدارسين فأصبح يتحسس أحوالهم المعيشية ولا يسمح أبداً بوجود نقص مادي لدى طالب العلوم الدينية فكان يقدم المبالغ المالية لتصريف شؤون حياتهم والاستمرار في مواصلة الدروس في الحوزة العلمية.
قلد سماحة العلامة الشيخ علي المرهون – رحمه الله- عدد من المرجعيات الشيعية المعروفة وهم على الترتيب الزمني كلٌ من:
1- آية الله العظمى السيد أبو الحسن الأصفهاني.
2- آية الله العظمى الشيخ محمد رضا آل ياسين.
3- آية الله العظمى السيد محسن الحكيم.
4- آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي.
5- آية الله العظمى السيد الگلبيگاني.
6- آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني.
4- الوكالات والمأذونيات
حظي الشيخ علي المرهون بسمعة طيبة وصيت عال في أوساط الحوزة العلمية أكسبه ثقة كبار المرجعيات. ينقل أحد الثقاة أنه كان هناك شخص ثري من المنطقة يريد إخراج الخمس الشرعي فأرسل فاكس لآية الله العظمى السيد علي السيستاني(دام ظله) يخبره برغبته في تخميس أمواله فقال له سماحة السيد- حفظه الله-: أرجع إلى ثقتنا في القطيف الشيخ علي المرهون. وقد حصل (رحمه الله ) على وكالات مطلقة تخوله من استلام الحقوق الشرعية من كل من:
1- آية الله العظمى السيد محسن الحكيم « قدس سره»
2- آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي «قدس سره»
3- آية الله العظمى السيد الگلبيگاني « قدس سره»
ولم يكن يصرف شيئاً من هذه الأموال في شأنه الخاص بل كان ينفقها على الفقراء والمحتاجين ودعم المشاريع الخيرية. وقد تلقى إجازة رواية من الشيخ حسن الشيخ علي القديحي والشيخ فرج العمران وهي عبارة عن المستند من الحديث على أهل البيت و المتصلة بالكتب الأربعة. وكما أنه يحمل إجازات ووكالات عن بعض أعلام القطيف والنجف وإيران.
5- الحياة الاجتماعية للعلامة
• المشاريع والمؤسسات
اهتم سماحة العلامة – رحمه الله - بالمؤسسات الدينية والخيرية ودعم المؤسسات القائمة منها لأجل أن تبقى وتستمر في عطائها لمن هم بحاجة لما تقدمه من خدمات جليلة. إذ كان - حفظه الله- من أوائل من دعا لإنشاء جمعية القطيف الخيرية وكانت تعرف في باديء الأمر بصندوق الدبابية الخيري، حيث كان يدعو إليه أثناء إلقاءه المحاضرات في المآتم الحسينية وكان أول رئيس فخري للجمعية وبدا واضحاً حرصه الشديد على الأوقاف التي تركها والده المرحوم الشيخ منصور المرهون( رحمه الله) والتي تخدم المجتمع كمغتسل «أم الخير» بأم الحمام، إذ كان دائماً ما يحث على صيانته ليبقى مركزاً لخدمة الأموات إضافة إلى اهتمامه بمغتسلي الجش والشويكة.
ومن المشاريع الداعية إلى نشر العلوم الدينية تأسيسه لحسينية الشيخ منصور بأم الحمام التي أصبحت بعد وفاة والده مركزاً قرآنياً بعد أن قام – رحمه الله - بتدريس القرآن الكريم وعلومه وتأسيس هيئة لرعايتها كذلك أنشأ مسجداً في منطقة سكناه ( المسعودية) عندما نزلها عام1380هـ - 1381هـ المعروف باسم مسجد المسعودية واشتهر فيما بعد باسم مسجد الشيخ علي المرهون.
• المجتمع والناس
شعر العلامة الشيخ علي المرهون بمسؤولية كبيرة تجاه الناس فعمد إلى التواصل معهم وزيارتهم لذا تجده زائراً للديوانيات والمجالس الدورية في المنطقة دون دعوة مسبقة، يسأل عن أحوال الناس ويتفقد شؤونهم ويحضر جلسات الصلح وبكلمات بسيطة يفض النزاع دون أن يتسبب في إيذاء أي من الطرفين، وتشهد على ذلك العديد من الأوراق المكتوبة بخط يده الكريمة في هذا المجال.
وحفز الشيخ المرهون الشباب في الإقدام على الزواج فقد كان يتكفل بمتطلبات الزواج للعوائل الفقيرة صارفاً الأموال منذ كتابة العقد حتى إتمام الزواج،ودائماً ما كان يرفض إجراء الطلاق ويحاول الإصلاح بين الزوجين ما أمكن.
• أبو الفقراء والمساكين
كان العلامة المرهون –رحمه الله - بمثابة الأب الحاني لسائر الفقراء والمساكين و والمحتاجين و المعوزين و العجزة و الأيتام و الأرامل ومن يشبههم من أبناء المجتمع، فقد أهمته أمورهم و شغلته قضاياهم فخصص أياماً محددة لتوزيع المؤونة على الفقراء و أنشأ لجاناً لجمع التبرعات والإعانات، كصندوق البر الخيري بالدبابية. و كان يدعو إلى التكافل الاجتماعي لسد الاحتياجات المالية للفقراء و اليتامى و المسنين و العجزة و من أرهقتهم الديون و العزاب الذين لا يجدون المال الذي يوفر لهم حياة زوجية كريمة.
• صلاة الجماعة
بدا جلياً لعموم الناس اهتمام الشيخ المرهون – رحمه الله- بصلاة الجماعة والمداومة على إقامتها منذ أول صلاة أقامها بعد وفاة والده في مسجد المزار بالدبابية عام 1362هـ في جميع الفرائض، وكان يخرج لصلاة الصبح يومياً غير عابيء بتقلبات الطقس، كما كان يحرص على أن يرفع الأذان بنفسه إعلاماً بدخول وقت الصلاة وفي حال قدومه من سفر عند وقت الصلاة فإنه يتوجه مباشرة للمسجد ويؤذن ويصلي بالناس.
ويقوم بتوضيح المسائل الفقهية للمصلين وقد عرف عنه حرصه على أن يأتي للمسجد قبل الصلاة كما كان يطيل جلوسه بعد الصلاة. ولم يرد الجماعة لنفسه بل كان يدعو المصلين لحضور الجماعات الأخرى ويحث طلبة العلوم الدينية على إعمار المساجد بإقامة الجماعة فيها. وكان مسجد الشيخ علي المرهون المكون من طابقين يكتظ بالمصلين
رحم الله شيخنا علي المدهون واسكنه فسيح جناته
قلب الأسد
قلب الأسد
Admin

المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 16/03/2009

http://lion.ace.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عظماء في الذاكرة Empty رد: عظماء في الذاكرة

مُساهمة  قلب الأسد الجمعة يوليو 16, 2010 1:21 pm

عظماء في الذاكرة Imam_shamseddine2
العلامة المجاهد سماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين
الشيخ محمد مهدي شمس الدين (1936م-2002م) أحد أهم أعلام الفكر الإسلامي المعاصرمن المفكرين ومرجع شيعي لبناني محدٌث وكان رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. وقد لقب بالمفكر والمرجع الإسلامي الكبير آية الله العظمى الامام الأقدس لعلوه في المعرفة.
نسبه
هو محمد مهدي بن عبد الكريم بن عباس آل شمس الدين، العاملي، أبو إبراهيم. العالم المجاهد والفقيه المجدد، ينتهي نسبة إلى الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي، الملقّب بشمس الدين، المقتول ظلماً سنـة 789هـ/1384م(1).
نشأته
ولد الشيخ محمد مهدي شمس الدين قدس سره في النجف الاشرف من العراق في 15 شعبان سنة 1354 هـ 1936م. والده العلامة الأكبر آية الله الشيخ عبد الكريم شمس الدين ابن الشيخ عباس شمس الدين. و كانت ولادته أثناء هجرة والده من لبنان إلى العراق لطلب العلم. بقي الامام شمس الدين مع والده حتى بلغ الثانية عشرة من عمره, ثم عاد أبوه إلى لبنان و تركه في النجف لتحصيل العلوم الدينية.
و تلقى علومه الأوليه في النحو و الصرف و مبادئ الفقه على يد والده. و درس مقدمات الأصول و البلاغه و المنطق على بعض الفضلاء من مدرسي الحوزة العلمية في ذلك الحين. أتم دراسته على مستوى الخارج في الفقه على السيد الجليل سماحة المرجع الديني الإمام محسن الحكيم، و في الفقه و الأصول على الإمام السيد أبو القاسم الخوئي. ألف الشيخ شمس الدين خمسة وعشرين كتابا معظمها في القضايا اللبنانية، كما نجا من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة في عام 1990. توفي في بيروت في شهر كانون الثاني من عام 2001 إثر مرض عضال.
النشاط الفكري و السياسي في العراق
قضى آية الله الامام شمس الدين في العراق ما يقرب من 35 عاما، حيث انقسمت هذه السنين بين تحصيل العلوم الدينيه، و بين الجهاد في سبيل الله من خلال المشاركة في العمل الإسلامي، و بناء المساجد و المكتبات، و التدريس في كلية الفقه.
واستطاع الامام التأثير بالواقع و بالناس إذ أنه استطاع بحكم مسؤوليته في الفرات الأوسط أن يتفاعل مع الناس، وأن يعطي الدين بعض الحيويه في الواقع والسلوك و الممارسة، و قد عبر الامام عن هذه الحقيقة بقوله "...عملنا في النجف و في منطقة الفرات الأوسط, وكان مركز العمل في الديوانيه منذ سنة 1961 ميلاديه و حتى 1969، أي حتى العودة إلى لبنان. وقد ساهم في إنشاء المكتبة العامة التي كانت تؤدي و ظيفه مركز إسلامي عام. بالإضافة إلى إنشاء أو المشاركة في إنشاء ما يزيد على 20 مسجدا في نفس الديوانيه و ما يحيط بها.
من جملة النشاطات في العراق أيضا أن سماحة آية الله الامام شمس الدين كان مناصراً لتيار التحديث، حيث أنّ المواد التي كانت تدرّس سواء في اللغة أو في المنطق أو في الأصول، كانت صعبةً للغاية وأكبر من مستوى التلميذ. وبعد أن تقدّم في طلب العلوم رأى أنّه من الضروري إتباع منهج يكون موافقاً لضرورات العصر.
النشاط الفكري و السياسي في لبنان
و بعد عودته إلى وطنه لبنان عمل إلى جانب أخيه سماحة الامام المغيب السيد موسى الصدر في خدمة قضايا الوطن اللبناني و تحصينه من اخطار الداخل و الخارج و خدمة قضايا الامتين العربية و الإسلامية فتعاونا على نقل فكرة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلى عالم الوجود و إنشاء مؤسساته فكان مستشفى الزهراء و مؤسسة البرج الشمالي و مدينة " الصدر " في البقاع و غيرها، كما و تم دعم الامام شمس الدين للامام السيد موسى الصدر في مشاريعه المؤسساتية الخاصة التي قام بها سماحة السيد مثل حركة المحرومين في لبنان و افواج المقاومة اللبنانية "امل"...
و بعد جريمة تغييب الامام الصدر إستقل الامام شمس الدين- بعد جهود مضنية – بذلها لتاسيس الجامعة الإسلامية في لبنان ثم كافح بكل ما اوتي من عزم و طول على انجاحها و استمرارعطائها و لم يغفل عن رعايتها حتى بعد مماته حيث اوصى لها بمبلغ ضخم صرف بكامله على المبنى الجديد الذي افتتح في اواسط العام م2004 . كما عمل على إقامة المؤسسات الثقافية و العلمية ذات الاختصاصات المتعددة كالمعهد الفني الإسلامي و الحوزة العلمية " معهد الشهيد الاول للدراسات الاسلامية " و مدرسة الضحى في بيروت و مبرة السيدة زينب عليها السلام في الجنوب و مجمع الغدير الثقافي في البقاع. كل ذلك من خلال الجمعية الخيرية الثقافية التي يرأسها.
فكره ومواقفه
جمع الامام شمس الدين بين العقلية الفقهية المجددة، والعقلية السياسية المنبثقة عن الروح الإسلامية السمحة بأجلِّ مظاهرها، والتي يمكن أن نشير إلي بعض تجلياتها:
1-كان يدعو شيعة لبنان إلى عدم التمايز على مواطنيهم، وتأكيد انتمائهم إلى لبنان وولائهم له.
2-له جهود متميزة في التقريب بين السنة والشيعة.
3-له دور بارز في الحوار الإسلامي المسيحي.
4-كانت وحدة لبنان هدفًا أساسيًا في مواقفه وآرائه.
5-كان يرى في التكامل السوري اللبناني موقفًا راشدًا من الطرفين.
6-كان من أوائل أقوى الداعين إلى مقاومة الصهيونية.
7-كان يرى تكامل الموقفين الحكومي والشعبي في مواجهة الصهيونية، وحسب تعبيره الجمع بين "خيارات الأمة وضرورات الأنظمة".
أما عن اجتهاداته التجديدية الفقهية فلا تقل أهمية، ويكفي أن نشير إلى بعضها:
1-برى الإمام شمس الدين أن منهج الاستنباط يعاني من عدة اختلالات، لعل أهمها:
1-النظرة الفردية التجزيئية.
2-اعتبار الخطاب الشرعي في القرآن والسنة للأفراد، والغفلة عن خطابات الأمة والجماعة.
3-اعتبار الشريعة مشروعًا أخرويًا فقط.
4-الانقطاع عن الواقع الموضوعي المتغير وعدم التفاعل مع الطبيعة.
5-عدم ملاحظة مقاصد الشريعة في كثير من مجالات الفقه.
1-في خصوص القواعد التشريعية العامة، نبّه الإمام شمس الدين إلى أنها لا تنحصر في القواعد المنصوص عليها، ودعا إلى تأسيس قواعد فقهية عامة مستنبطة.
2-وفي خصوص فروض الكفاية نبَّه إلى أن الشريعة اشتملت على نوعين من الخطابات التكليفية: خطابات للأفراد وخطابات للأمة، والنوع الأخير كثير جداً.
3-في خصوص الولاية العامة، كان الإمام يرى أنه في غياب الإمام المعصوم، فإن الأمر يعود للأمة، وذلك خلافًا لنظرية ولاية الفقيه التي قال بها الإمام الخميني.
4-وكان الإمام شمس الدين يستنكر الرأي القائل بأن اتباع المذاهب الأخرى يجوز العدوان عليهم وشتمهم، حيث أن هذا يتناقض تناقضًا أساسيًا مع المبدأ التشريعي الفوقي الأعلى الأساس والحاكم، الذي لا يجوز غض النظر عنه في مجال الاجتهاد والاستنباط في الحقل السياسي والاجتماعي، وهو مبدأ الأخوة بين المسلمين وكون المسلمين أمة واحدة من جهة، ومبدأ تحريم الظلم والعدوان من جهة أخرى.
5-كما كان الإمام يرى جواز تولي المرأة المناصب العليا في الدولة الإسلامية
مؤلفاته
اما مؤلفاته الكثيرة في مختلف جوانب المعرفة الإسلامية و الإنسانية من فقهية استدلالية و اعتقادية و تاريخية و اجتماعية حساسة تتناول موضوعاتها في نظر الباحثين قضايا العصر. ومن أهم مؤلفاته:وذلك
1-نظام الحكم والإدارة في الإسلام.
2-الاحتكار في الشريعة الإسلامية.
3-المسائل الحرجة في فقه المرأة.
4-الحوار سبيل التعايش (ندوات الفكر المعاصر).
بالإضافة إلى العديد من المقالات والبحوث والخطابات.
قلب الأسد
قلب الأسد
Admin

المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 16/03/2009

http://lion.ace.st

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 1 من اصل 2 1, 2  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى